-

رفيف الفراشة: سردية تتجاوز الزمن

رفيف الفراشة: سردية تتجاوز الزمن
(اخر تعديل 2025-02-01 23:35:19 )
بواسطة

في روايته الجديدة "رفيف الفراشة"، يقدم الكاتب العراقي زهير كريم، الذي يقيم في بروكسل، تجربة سردية فريدة من نوعها تتجاوز المفاهيم التقليدية للزمن. حيث يجمع كريم بين الماضي والحاضر بطريقة معقدة، ويطرح في روايته بناءً روائيًا يتجاوز الأساليب المعتادة. والرائع في هذه الرواية هو أن الكاتب يظهر بنفسه كشخصية فعالة تؤثر في مجريات الأحداث، بدلاً من أن يكون مجرد راوٍ محايد.

البحث عن الهوية وسط التحديات

تبدأ أحداث الرواية في طرابلس الليبية، حيث يعثر "زهير" على حقيبة قديمة تحتوي على أوراق تعود لشاب يُدعى "كامل". هذه الأوراق تتضمن مذكرات شخصية تسرد حلمه الكبير في بناء منزل خاص به، وهو حلم يتزامن مع قصة حب عاطفية تجمعه بـ"حنان". ولكن، ما يلبث أن تنقلب حياته رأسًا على عقب بعد أن يورط نفسه في توزيع منشورات سياسية، مما يؤدي إلى تعطيل مستقبله وتدمير آماله.

تداعيات الماضي على الحاضر

بينما يواجه "كامل" ظروفه المعيشية المعقدة، تتشابك حياته مع حياة "حنان". ورغم مرور عقدين من الزمن، تظل علاقتهما غير مكتملة، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الأحلام والذكريات. وفي سياق الرواية، يظهر كل من "كامل" و"حنان" في مشاهد متتابعة، حيث يتحولان إلى أصوات متوازية تصحب القارئ في رحلة عبر مسارات نفسية وفكرية مثيرة.

الصراع بين الذات والواقع

تعكس الرواية رحلة "كامل" في مواجهة ذاته والواقع المحيط به. هذا الصراع الداخلي ينكشف تدريجيًا من خلال تأملاته حول الحياة والموسيقى والذاكرة. ففي لحظة مؤثرة، يجد "كامل" نفسه يتأمل في أجواء الاحتفالات المجاورة، حيث يجد في الموسيقى الهندية تعبيرًا عن النسيان والاحتفال باللحظة، بينما ترافق الموسيقى العربية ذكرياته الحزينة.

التوتر بين الأحلام والواقع

تتخذ "رفيف الفراشة" من التناقضات الإنسانية نقطة انطلاق لبناء عالمها الروائي، حيث تتصادم الأحلام مع الواقع المأساوي. الكتابة هنا تلامس الوجدان وتدفع القارئ للتأمل في عمق التجربة الإنسانية، مما يجعل الرواية غنية بالمعاني والتفاصيل التي تثير الفكر والخيال.
السلة المتسخة الحلقة 41