التحديات في العمل عن بُعد وكيفية التعامل معها

أصبحت ظاهرة العمل عن بُعد جزءًا لا يتجزأ من بيئات العمل الحديثة. يُعتبر هذا النظام بمثابة الحل الذكي الذي يوفر مرونة أكبر ويعزز مستوى الإنتاجية بين الموظفين. ومع ذلك، قد يواجه المديرون تحديات حقيقية، تتمثل في وجود موظفين يبذلون جهودًا أقل أو يتظاهرون بالعمل دون تقديم أي إنتاج فعلي.

من المثير للدهشة أن هذه الظاهرة ليست مرتبطة بالعمل عن بُعد بحد ذاته، بل تتعلق بسلوكات الأفراد. الموظف الذي يُظهر قلة الجهد في بيئة العمل عن بُعد، قد يكون لديه نفس السلوك في المكتب التقليدي. لكن غياب المراقبة المباشرة يُبرز هذه المشكلة بشكل أكبر، مما يؤثر سلبًا على الفريق ككل.

الآثار السلبية للموظف غير المنتج على الفريق

عندما يشعر أعضاء الفريق بأن هناك شخصًا واحدًا يتجنب تحمل المسؤولية، تتقلص الثقة بينهم وتضعف الروح المعنوية. يبدأ انتشار الشائعات، ويشعر الموظفون المجتهدون بالاستياء والضغط. في النهاية، يمكن أن يؤدي وجود موظف غير ملتزم إلى خلق توتر مستمر يؤثر على أداء الفريق وثقافة المؤسسة.

إليك بعض الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها للتعامل مع "الموظف الكسول" في بيئة العمل عن بُعد:

الوقاية خير من العلاج

من المهم تحديد توقعات واضحة منذ البداية حول كيفية التواصل، وأوقات الرد على الرسائل، والمخرجات المطلوبة. هذا يساعد على خلق ثقافة عمل لا تتسامح مع الكسل.

التشخيص قبل اتخاذ القرار

يجب التحقق مما إذا كانت المشكلة ناتجة عن سوء فهم للتوقعات أو نقص وضوح حول الأهداف. أحيانًا، قد يبدو الشخص كسولًا، ولكنه في الحقيقة غير متأكد من المطلوب منه.

التوجيه قبل العقاب

ابدأ بحوار ودّي يوضح ملاحظاتك، وركز على النتائج بدلاً من الحضور الفعلي. يجب أن تُعطى الفرصة للموظف للنمو والتصحيح قبل اتخاذ أي إجراءات صارمة.

لا تفرط في التعويض للفريق بأكمله

تغيير سياسات الفريق بسبب موظف واحد قد يؤدي إلى استياء ويضعف الثقة. من الأفضل معالجة المشكلة بشكل محدد دون معاقبة بقية الأعضاء.

اتخاذ القرارات الصعبة عند الحاجة

إذا لم تتغير السلوكات رغم كل الجهود، فقد يكون الوقت مناسبًا للتصعيد إلى الإدارة العليا أو الموارد البشرية. أحيانًا، يتطلب الحفاظ على صحة الفريق اتخاذ قرارات صعبة مثل إزالة "الفرع الفاسد"، كما هو الحال في العناية بالنباتات.
السعادة العائلية الحلقة 9

في النهاية، العمل عن بُعد يكشف عن نقاط القوة والضعف لدى الموظفين أكثر مما يسبب المشاكل. الغالبية العظمى من العمال عن بُعد يتمتعون بمستوى عالٍ من الإنتاجية ويحققون توازنًا أفضل بين الحياة والعمل. لذا، فإن إدارة الفريق بذكاء مع وضع توقعات واضحة وثقافة عمل قوية، تجعل العمل عن بُعد نموذجًا ناجحًا ومستدامًا.