النظام الغذائي الكيميائي: المزايا والعيوب
في خضم عالم الحميات الغذائية المتنوع، الذي يزخر بالعديد من الأنظمة التي تدّعي تقديم الحل السحري لفقدان الوزن، يبرز النظام الغذائي الكيميائي كأحد الخيارات المثيرة للجدل. يتميز هذا النظام بشعبيته المتزايدة، التي تنبع من قصص النجاح المتداولة حوله، حيث يُوصف بأنه وسيلة سريعة للتخلص من الوزن الزائد في غضون أسبوع واحد فقط. ولكن، هل هو حقًا الحل المثالي؟ وما هي مزاياه وعيوبه؟
الطائر الرفراف الحلقة 90
ما هو النظام الغذائي الكيميائي؟
النظام الغذائي الكيميائي هو حمية قصيرة الأمد تستمر لمدة أسبوع واحد، وتعتمد على تناول أطعمة معينة تُعرف بخصائصها في تعزيز حرق الدهون استناداً إلى تركيبتها الكيميائية. تشمل هذه الأطعمة التفاح، واللحوم الخالية من الدهون، والخيار، وزيت الزيتون، والشاي الأخضر. بالمقابل، تُمنع الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسعرات الحرارية مثل الأطعمة المقلية، اللحوم الدهنية، المشروبات الغازية، الآيس كريم، والبطاطس.
لماذا يُعتبر هذا النظام مثيراً للجدل؟
يرى الخبراء أن هذا النظام يعتمد بشكل أساسي على تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير، وليس على "تفاعل كيميائي" حقيقي بين الأطعمة. إذ يتراوح استهلاك السعرات اليومية فيه ما بين 850 إلى 1000 سعرة حرارية فقط، وهي كمية أقل بكثير من المعدلات الموصى بها للشخص البالغ. بسبب هذا الانخفاض الكبير في السعرات الحرارية، يُعد النظام صعب الالتزام به ويُسبب شعوراً بالجوع الشديد. كما أن القوائم الغذائية فيه صارمة للغاية، فلا يُسمح باستبدال أي مكون، مما يجعله تحدياً إضافياً لمن لا يحبون الأطعمة المدرجة.
مزايا النظام الغذائي الكيميائي
يتميز النظام الغذائي الكيميائي بمميزات جعلت منه الوسيلة الأشهر على منصات التواصل الاجتماعي حالياً، منها:
بساطة القوائم الغذائية
يتميز النظام بتحديد واضح للأطعمة المسموحة والممنوعة، مما يقلل من الحيرة عند اختيار الوجبات.
فعالية قصيرة الأمد
الحمية قصيرة المدى؛ ما يُمكّن البعض من تجربتها لفترة محدودة دون الحاجة إلى التزام طويل الأمد.
فقدان سريع للوزن
الأنظمة منخفضة السعرات غالباً ما تؤدي إلى فقدان سريع للوزن، وهو ما يُغري الكثيرين لتجربته.
عيوب النظام الغذائي الكيميائي
رغم أن النظام الغذائي الكيميائي يحتوي على مزايا تجعله اختيار الكثيرين الذين يرغبون في فقدان الوزن السريع، إلا أن هناك عيوباً ينبغي على الأشخاص معرفتها قبل اتخاذ قرار اتباعه:
افتقار للعناصر الغذائية الأساسية
بسبب انخفاض السعرات وقائمة الأطعمة المحدودة، قد يؤدي النظام إلى نقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.
غير مستدام
من الصعب الالتزام بهذا النظام لفترة طويلة نظراً لصرامته وشدة تقييداته.
إغفال الفروق الفردية
لا يأخذ النظام بعين الاعتبار عوامل مهمة مثل العمر، النوع، الحالة الصحية، والاحتياجات الغذائية المختلفة لكل فرد.
خطر استعادة الوزن
بسبب عدم استدامة الحمية، غالباً ما يعود الوزن المفقود بسرعة بمجرد التوقف عن اتباعها.
رأي الخبراء في الدايت الكيميائي
وفقاً لموقع Trifocus Fitness Academy، فإن النظام الغذائي الكيميائي قد يُحقق نتائج قصيرة الأمد، ولكنه ليس حلاً طويل الأمد لفقدان الوزن. يوصي الخبراء بدلاً من اللجوء إلى الحميات الصارمة، بالتركيز على أسلوب حياة صحي ومتوازن يشمل تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية وممارسة النشاط البدني المنتظم.
وختاماً، قبل البدء في أي حمية غذائية، خاصة تلك التي تتسم بالتقييد الشديد مثل النظام الغذائي الكيميائي، يُنصح بشدة باستشارة طبيب مختص أو خبير تغذية؛ ما يُساعد في تحديد النظام المناسب لاحتياجات الجسم وضمان تحقيق الأهداف المرجوة بطريقة آمنة وصحية.