-

إعادة إدخال فراشات إسقبر شطرنجي في بريطانيا

إعادة إدخال فراشات إسقبر شطرنجي في بريطانيا
(اخر تعديل 2025-01-01 19:19:21 )
بواسطة

بعد انقراض دام نحو خمسين عامًا، تمكن فريق من العلماء في بريطانيا من إعادة إدخال نوع نادر من الفراشات يعرف باسم "إسقبر شطرنجي". هذا النوع الذي كان قد اختفى تمامًا في عام 1976 نتيجة لتغيرات جذرية في إدارة الغابات، أصبح الآن جزءًا من جهود إعادة التوازن البيئي في البلاد.

مشروع بيئي طموح: جلب الفراشات من بلجيكا

في عام 2018، أطلق العلماء مشروعًا طموحًا لإعادة إدخال فراشات "إسقبر شطرنجي" إلى موطنها الأصلي. تمثل هذه الفراشات هدية من بلجيكا، حيث تم جلب مجموعة منها وتم إطلاقها في غابة "فاين شيد" بالقرب من كوربي في مقاطعة نورثهامبتونشاير. كان الهدف من هذا المشروع هو إعادة تأسيس هذا النوع المهدد في موطنه الطبيعي، وقد أظهرت النتائج التي تم التوصل إليها من قبل جمعية حماية الفراشات الخيرية تقدمًا ملحوظًا، مما يعكس قدرة البشرية على إعادة تأهيل البيئات الطبيعية.
وتبقى ليلة الحلقة 110

الأسباب وراء انخفاض أعداد الفراشات وانقراضها

قبل الخمسينيات من القرن العشرين، كانت فراشة "إسقبر شطرنجي" منتشرة بشكل واسع في الغابات الرطبة والمستنقعات في شرق ميدلاندز. ومع ذلك، أدى الانخفاض الكبير في قطع الأشجار وقلة الاهتمام بالمناطق الطبيعية إلى اختفاء هذه الفراشات. بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة زراعة مزارع الصنوبر، التي لم تكن مناسبة لبيئة الفراشات، ساهمت في تدهور أعدادها، مما أدى في النهاية إلى انقراضها في إنجلترا.

نجاح المشروع وأهمية الغابة المناسبة لإعادة الإدخال

تم اختيار غابة "فاين شيد"، التي تشكل جزءًا من غابة "روكينغهام" الشاسعة والتي تمتد على 520 كيلومترًا مربعًا، بعناية لإعادة إدخال الفراشات. تتميز هذه الغابة بموارد بيئية ملائمة ونباتات مشمسة، مما يسهل عملية استيطان الفراشات. وأكد الدكتور نايجل بورن، كبير العلماء في الجمعية، أن هذا المشروع يثبت إمكانية استعادة الحياة البرية، لكنه يتطلب جهدًا مستمرًا لمعالجة الأسباب التي أدت إلى انقراض الأنواع.

خطوات مستقبلية وأمل في الحفاظ على الأنواع

يفتح هذا المشروع البيئي الأبواب لمزيد من الجهود المبذولة في إعادة إدخال الأنواع المنقرضة أو المهددة في المستقبل، وله تأثير كبير على خطط الحفاظ على الحياة البرية في بريطانيا. سوزانا أوريوردان، من منظمة الحفاظ على الفراشات، أكدت أن المشروع يعد "تجربة حقيقية"، وأن نتائجه ستكون مفيدة في عمليات إعادة الإدخال المستقبلية، وكذلك في مشاريع الحفاظ على الأنواع الطبيعية.