التحديات الشائعة في رمضان وطرق التغلب عليها
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتزايد التساؤلات حول المشكلات الصحية الشائعة التي قد يواجهها الكثيرون أثناء الصيام. فالأمر يتطلب استعداداً خاصاً، حيث أن تأثيرات الصيام والإفطار قد تؤدي إلى بعض التحديات الصحية. لذا، من المهم أن نكون على دراية بهذه المشكلات وكيفية التعامل معها.
قبل أيام قليلة من بداية الشهر الفضيل، تحدثت خبيرة التغذية داليا حرب للنهار حول أبرز المشكلات الصحية التي قد يواجهها الأشخاص خلال رمضان وسبل التصدي لها.
المشكلات الشائعة في رمضان
ما هي المشكلات الصحية التي قد تواجهها أثناء رمضان وكيف يمكن التغلب عليها؟
الجفاف يعد من أبرز المشكلات التي قد يتعرض لها الصائمون، خصوصاً في أيام الشتاء. على الرغم من اعتقاد البعض أن الطقس البارد يقلل من فرص حدوث الجفاف، إلا أن نقص السوائل يمكن أن يحدث بسرعة حتى في الأجواء الباردة. لذا، من الضروري الحرص على تناول كمية كافية من الماء والأطعمة الغنية بالإلكتروليتات، مثل الخضراوات، الفواكه، التمر، والزبادي، لتعويض السوائل والمعادن المفقودة.
اضطرابات النوم
تتغير مواعيد الطعام والنوم خلال رمضان، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم. حاول الالتزام بروتين نوم منتظم قدر الإمكان، وخصص وقتًا لأخذ قيلولة خلال النهار إذا كنت تعاني من نقص في النوم ليلاً. وتجنب تناول وجبات ثقيلة قبل النوم، ويفضل تناول الطعام قبل ساعتين من الخلود إلى النوم.
الصداع والإرهاق
قد يشعر البعض بالصداع والتعب، خاصة في الأيام الأولى من الصيام، نتيجة نقص الكافيين أو انخفاض مستويات السكر في الدم. تنصح داليا حرب بالآتي:
- تقليل تناول الكافيين تدريجياً قبل رمضان لتفادي الصداع الناتج عن الانقطاع المفاجئ.
- تناول وجبة سحور غنية بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على استقرار مستويات الطاقة.
- شرب كميات كافية من الماء لتفادي الجفاف الذي قد يزيد من حدة الصداع.
- تناول الدهون الصحية مثل الأفوكادو وزيت الزيتون والمكسرات للحفاظ على مستويات الطاقة لفترة أطول.
الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار
من المهم تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً، حيث يساعد ذلك في تحسين عملية الهضم ومنع الإفراط في الأكل. ابدأ بالتمر والماء، وبعد الإفطار، حاول تناول وجبة متوازنة تحتوي على البروتين والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية لتفادي الشعور بالشبع الزائد وعسر الهضم.
الإمساك
عدم تناول كميات كافية من الألياف وشرب الماء قد يؤديان إلى الإمساك، مما يسبب شعوراً بعدم الراحة بعد الإفطار. تنصح حرب بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، بالإضافة إلى شرب الماء بانتظام لتعزيز حركة الأمعاء. يمكنك أيضاً إضافة الزبادي أو الأطعمة المخمّرة التي تحتوي على البروبيوتيك لتحسين صحة الجهاز الهضمي.
الحرقة المعدية والحموضة
تناول وجبات دسمة أو أطعمة حارة ومقلية عند الإفطار قد يؤدي إلى الحموضة وحرقة المعدة. لذا، ينبغي تجنب هذه الأطعمة والمشروبات الغازية، ويفضل تناول وجبات صغيرة وخفيفة بدلاً من الإفراط في الطعام دفعة واحدة.
رايسينغاني الحلقة 41
التعب الشديد عند ممارسة الرياضة بعد الإفطار
ممارسة الرياضة مباشرة بعد الإفطار قد تسبب التعب أو الغثيان، خاصة عند تناول وجبة ثقيلة. لتفادي هذه المشكلة، يُفضل تأجيل ممارسة الرياضة لمدة ساعة إلى ساعتين بعد الإفطار. يمكنك أيضاً:
- تناول وجبة خفيفة عند الإفطار مثل التمر والماء، ثم تناول وجبة متكاملة لاحقاً بعد ممارسة الرياضة.
- شرب كمية كافية من الماء أثناء التمارين وبعدها لتعويض السوائل المفقودة.
هذه النصائح مهمة للذين يمارسون الرياضة بعد الإفطار، لكن ينصح بعدم ممارسة الرياضة قبل الإفطار، ويتوجب على مرضى القلب والسكري استشارة الطبيب قبل بدء أي برنامج رياضي.
فقدان الشهية عند السحور
بعض الأشخاص قد لا يشعرون بالجوع عند السحور، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة خلال النهار. لتفادي هذه المشكلة، يمكنك اختيار وجبات خفيفة وسهلة الهضم مثل الشوفان بالحليب أو الزبادي مع الفواكه والمكسرات. كما يُفضل تناول مشروبات مغذية مثل العصائر الطبيعية أو السموذي أو الحليب للحصول على الطاقة دون الشعور بالامتلاء.
مشاكل البشرة مثل الجفاف أو حب الشباب
قلة شرب الماء وتناول الحلويات بكثرة أو استهلاك الدهون غير الصحية قد تؤدي إلى مشاكل في البشرة. تنصح حرب بشرب الماء بانتظام للحفاظ على ترطيب البشرة، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضراوات، مع تقليل السكر والدهون المشبعة لتقليل الالتهابات.
باختصار، تجنب الأخطاء الشائعة واجعل من رمضان شهراً للتجديد الجسدي والروحي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، والتركيز على الأطعمة المغذية، والحفاظ على الترطيب. هذا سيساعدك على الاستفادة القصوى من تجربة الصيام دون الشعور بالتعب أو الإرهاق.
