-

خرافات شائعة حول إنقاص الوزن لن تصدقها

خرافات شائعة حول إنقاص الوزن لن تصدقها
(اخر تعديل 2025-06-13 07:27:39 )
بواسطة

في عصر السوشال ميديا، حيث تتدفق النصائح الصحية من جميع الاتجاهات، يصبح من السهل الوقوع في فخ خرافات إنقاص الوزن. هذه الخرافات، التي تروج لها بعض المؤثرات والصفحات غير المتخصصة، تتضمن أنظمة غذائية سريعة ومكملات تدعي حرق الدهون، ورغم أنها لا تستند إلى أي أساس علمي، إلا أنها تعد بنتائج "سحرية" في غضون أيام معدودة!

خبراء التغذية يحذرون من الانجراف وراء هذه الادعاءات، مؤكدين ضرورة التحقق من صحة المعلومات قبل الاعتماد عليها.

خرافات شائعة عن إنقاص الوزن يجب التوقف عن تصديقها

إليك أبرز الخرافات التي يجب أن تتجنب تصديقها، وفقًا لموقع EatingWell.
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26

1. الكربوهيدرات تسبب زيادة الوزن

تعتبر الكربوهيدرات من أكثر الأمور التي يتم تفنيدها في عالم أنظمة فقدان الوزن. يعتقد البعض أنها العدو الأول ويجب تقليلها أو حذفها تمامًا، وهذا اعتقاد خاطئ تمامًا. فالكربوهيدرات، وخصوصًا المعقدة منها مثل الحبوب الكاملة والبقوليات، تعتبر مصدرًا رئيسيًا للطاقة، ولا غنى عنها للجسم، خصوصًا للدماغ.

تزويد الجسم بالكربوهيدرات يعني أيضًا تزويده بالألياف والفيتامينات والمعادن الأساسية. حرمان الجسم منها قد يؤدي إلى ضعف عام، وشعور مستمر بالجوع، ونقص في الطاقة. والأخطر من ذلك هو أن تعويض الكربوهيدرات بكميات كبيرة من الدهون والبروتينات الحيوانية قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وزيادة خطر مقاومة الإنسولين.

لذا، لا تحذفي الكربوهيدرات، بل اختاري منها الصحي والمعقد، وادمجيها في وجباتك اليومية مع البروتينات والدهون الصحية. فالتوازن هو المفتاح لنظام غذائي صحي ومستدام.

2. فقدان الوزن بسرعة أفضل

في عالم يقدّر النتائج السريعة، ينخدع الكثيرون بفكرة فقدان الوزن بسرعة كخيار الأفضل. لكن هذا الأسلوب غالبًا ما يكون ضارًا بالصحة وغير فعّال على المدى الطويل. خسارة الوزن السريعة عادة ما تكون نتيجة لفقدان الماء أو الكتلة العضلية، وليس الدهون، مما يؤدي إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي ويجعل الجسم أكثر عرضة لاستعادة الوزن لاحقًا.

من أبرز المخاطر المرتبطة بهذه الأنظمة هي "دورة الوزن" (Weight Cycling)، حيث يعاود الجسم اكتساب الوزن المفقود وربما أكثر، كرد فعل طبيعي لفترات الحرمان الغذائي. لتفادي هذه الدوامة، ينصح الخبراء بتبني نمط حياة صحي يشمل تغييرات سلوكية تدريجية ومستدامة، مثل تحسين العادات الغذائية وممارسة التمارين بانتظام.

3. الهوس بتتبع السعرات الحرارية

يعتقد الكثيرون أن تتبع السعرات الحرارية والماكروز (البروتين، الدهون، الكربوهيدرات) هو مفتاح فقدان الوزن، لكن التركيز المفرط على الأرقام قد يؤدي إلى علاقة غير صحية مع الطعام. الانشغال بعدّ كل سعر حراري قد يشتت انتباهك عن الإشارات الطبيعية للجوع والشبع، مما يخلق شعورًا دائمًا بالذنب أو القلق أثناء تناول الطعام، ويضعف استدامة النظام الغذائي الصحي.

بدلاً من ذلك، ينصح خبراء التغذية باتباع نهج أكثر مرونة، يركز على التوازن الغذائي وجودة الأطعمة، وليس مجرد الكمية. فاختيار الحصص المناسبة والانتباه لنوعية الأطعمة والتنوع في الوجبات يجمع بين تحقيق نتائج طويلة الأمد دون التأثير على صحتك النفسية أو علاقتك بالطعام.

4. الامتناع عن مجموعات غذائية

تلجأ بعض الأنظمة الغذائية إلى الترويج لفكرة الامتناع التام عن مجموعات غذائية معينة مثل منتجات الألبان أو الدهون أو الغلوتين، دون أن يكون ذلك مدعومًا بأساس علمي. الحقيقة هي أن كل مجموعة غذائية توفر عناصر ضرورية لعمل الجسم بكفاءة. وعند حذف إحدى هذه المجموعات كليًا، قد يؤدي ذلك إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى شعور بالحرمان قد يُترجم لاحقًا إلى تناول مفرط وغير متزن للطعام.

بدلاً من اتباع سياسات الإقصاء، ينصح خبراء التغذية بتبني مبدأ الإضافة لا الحذف. أضيفي مزيدًا من الألياف والبروتين والخضروات إلى وجبتك، بدلاً من منع أصناف معينة تمامًا. فالمفتاح هنا هو التوازن الغذائي، وليس الحرمان.

5. الميزان هو المؤشر الوحيد للصحة

التركيز على الرقم الظاهر على الميزان قد يمنحك صورة مشوّهة عن صحتك العامة. الوزن يتأثر بعدة عوامل مؤقتة مثل الدورة الشهرية واحتباس السوائل وزيادة الكتلة العضلية، ولا يعكس بالضرورة التقدم الحقيقي في خسارة الوزن أو تحسين الصحة. بدلاً من جعل الميزان المؤشر الوحيد، من الأفضل التركيز على علامات التقدم الأخرى، مثل زيادة النشاط البدني، وتحسن جودة النوم، والشعور بالقوة والنشاط.

6. تجنب جميع الأطعمة المُعالجة

يرتبط مصطلح الأطعمة المُعالجة في أذهان الكثيرين بـ"الطعام غير الصحي"، لكن هذه الفكرة ليست دقيقة دائمًا. فليس كل ما يأتي في عبوة يُعتبر ضارًا أو غير مناسب لنمط غذائي صحي. بعض الأطعمة المعالجة الصحية مثل الحبوب الكاملة والبقول المعلبة أو الخضراوات المجمدة تُعتبر مصادر ممتازة للبروتين والألياف والعناصر الغذائية الأساسية. وهي تسهّل إعداد وجبات مغذية وسريعة من دون بذل جهد كبير.

حتى المنتجات المصنعة التي تحتوي على السكر أو الدهون يمكن تناولها باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن يركّز على التنوع والاعتدال بدلاً من الحرمان التام.

لا تدعي الخرافات تضلّلك!

عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، فإن التوازن والمعرفة هما مفتاح النجاح الحقيقي. لا تنخدعي بالوعود السريعة أو الأنظمة القاسية المنتشرة على السوشال ميديا. فالجسم يحتاج إلى تغذية سليمة، وقرارات مبنية على معلومات علمية صحيحة، وليس على خرافات أو ترندات عابرة.