الزهور المقطوفة: خطر ملوث يهدد صحتنا

في عالمنا اليوم، حيث نعتز بجمال الزهور ونستخدمها للتعبير عن مشاعرنا، تفاجئنا مجلة "كو شوازير" الفرنسية المتخصصة في حقوق المستهلك بخبر مفزع. فقد أظهرت دراسة حديثة أن الزهور المقطوفة التي تزين أسواقنا ليست فقط جميلة، بل تحمل في طياتها خطرًا صحيًا غير متوقع.
زهور الثلج الحلقة 3

مستويات مرتفعة من المواد السامة في الزهور

أجرت المجلة اختبارات دقيقة على 15 باقة من الزهور، تم شراؤها من محلات متنوعة، بما في ذلك المتاجر المتخصصة والسوبرماركت. النتائج كانت مقلقة للغاية، إذ أظهرت جميع الزهور التي تم تحليلها بقايا لمبيدات حشرية، حيث وصلت عدد الأنواع السامة إلى 46 نوعًا مختلفًا في كل باقة.

المخاطر الصحية للمبيدات الحشرية

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن بعض هذه المبيدات تحتوي على مواد ثبت أنها مسرطنة، بالإضافة إلى تأثيرها الضار على الغدد الصماء. هذا يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الأفراد، سواء كانوا مستهلكين يستمتعون بالزهور أو عمالًا يتعاملون معها بشكل يومي.

مصادر الزهور الملوثة

تشير المجلة إلى غياب قوانين صارمة تحد من بقايا المبيدات في الزهور المقطوفة. حيث أن ما يقرب من 80% من الزهور المتاحة في فرنسا مستوردة من دول لا تزال تستخدم مواد حشرية سامة. الأغلب من هذه الزهور يأتي من خارج أوروبا، مما يثير تساؤلات حول السلامة العامة لتلك المنتجات.

دراسة جديدة حول تأثير المبيدات

في خطوة جادة لمواجهة هذه المشكلة، بدأت الهيئة الوطنية للسلامة الغذائية والبيئية في فرنسا دراسة المخاطر الصحية الناتجة عن التعرض للمبيدات الحشرية، خاصة بالنسبة للعاملين في قطاع الزهور. تزامن هذا مع واقعة مأساوية تمثلت في وفاة فتاة صغيرة بسبب سرطان الدم الناجم عن تعرض والدتها، بائعة الزهور، للمبيدات خلال فترة الحمل.

وفي تصريح لهنري باستوس، المدير العلمي لشؤون الصحة والعمل في الهيئة، أشار إلى أن 85% من الزهور المقطوفة في فرنسا تأتي من خارج البلاد، وخاصة من هولندا، حيث تُستخدم مبيدات حشرية غير مرخصة في الاتحاد الأوروبي. هذه الحقائق تثير القلق حول سلامة المنتجات التي يتم تصديرها إلى الأسواق الأوروبية.