ذكرى وفاة الفنان ممدوح عبد العليم

يحتفل اليوم، الأحد، الخامس من يناير، بذكرى وفاة الفنان المصري ممدوح عبد العليم، الذي غادرنا في مثل هذا اليوم من عام 2016، عن عمر يناهز 59 عامًا. وُلد عبد العليم في العاشر من نوفمبر عام 1956، وكان واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ الفن المصري، حيث ترك أثرًا عميقًا في مجالي التمثيل التلفزيوني والسينمائي.

بداية ممدوح عبد العليم في عالم الفن.. من الطفل إلى النجم

بدأت رحلة ممدوح عبد العليم الفنية منذ طفولته، حيث شارك في عدة برامج للأطفال سواء في الإذاعة أو على الشاشة الصغيرة. تعلم فنون التمثيل على يد المخرجة القديرة إنعام محمد علي، ثم انتقل للعمل مع المخرج نور الدمرداش. كان أول ظهور له في مسلسل "الجنة العذراء" عام 1979، حيث جسد دور طفل صغير بجوار الفنانة الكبيرة كريمة مختار. ومن هنا، انطلقت مسيرته الفنية التي شهدت تطورًا سريعًا، ليظهر بعدها في أدوار شبابية بارزة في أعمال مثل "أصيلة" عام 1980 و"العذراء والشعر الأبيض" عام 1983، والتي كانت بمثابة بوابته للعالم السينمائي.

شهرة ممدوح عبد العليم التلفزيونية.. تألق في أعمال خالدة

رغم كثافة أعماله السينمائية، إلا أن ممدوح عبد العليم حقق شهرة واسعة من خلال أعماله التلفزيونية. تألق في العديد من المسلسلات التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، مثل "حكايات مجنونة"، و"القاهرة والناس"، و"صيام صيام"، و"ليالي الحلمية"، و"خالتي صفية والدير"، وغيرها من الأعمال التي جعلته نجمًا متألقًا في سماء الدراما المصرية. استطاع عبد العليم أن يقدم شخصيات متنوعة تتراوح بين الدراما الاجتماعية والكوميدية، مما أكسبه حب وثقة الجماهير.

ممدوح عبد العليم في السينما… حضور مميز وأدوار متنوعة

على الرغم من أنه لم ينل شهرة مماثلة في السينما كما في التلفزيون، إلا أن ممدوح عبد العليم قدم العديد من الأدوار السينمائية المميزة التي نالت إعجاب النقاد والجماهير. بدأت مسيرته السينمائية في فيلم "العذراء والشعر الأبيض"، ثم قدم مجموعة من الأفلام الناجحة مثل "قهوة المواردي"، و"الخادمة"، و"الملائكة لا تسكن الأرض"، و"مشوار عمر"، و"صائد الأحلام". حصل على عدة جوائز تقديرية عن أدواره المتميزة، بما في ذلك جائزة أفضل وجه جديد عن فيلم "قهوة المواردي" وجائزة البطولة المطلقة في فيلم "الخادمة" من مهرجان الإسكندرية.

حياة شخصية مليئة بالحب والإنجازات

تزوج ممدوح عبد العليم من الإعلامية شافكي المنيري، وكان زواجهما مثالًا يحتذى به للعلاقات القوية والمستدامة. لم تقتصر نجاحاته على المجال الفني فحسب، بل كانت حياته الشخصية أيضًا محط إعجاب الكثيرين. كان عبد العليم عاشقًا للرياضة، وممارسًا لها بانتظام، وعُرف بشغفه للحياة الصحية والنشاط البدني. وفجأة، جاءت وفاته كمفاجأة مدوية للجميع، إذ توفي أثناء ممارسة التمارين الرياضية في صالة جيم بنادي الجزيرة بالقاهرة، إثر أزمة قلبية، حيث تم نقله إلى مستشفى الأنجلو لكنه وافته المنية هناك.

يعد رحيل ممدوح عبد العليم خسارة كبيرة للفن المصري، فقد كان أحد الأعمدة الأساسية التي ساهمت في إثراء الدراما المصرية. رحل عن عالمنا في 5 يناير 2016، ودفن في مسقط رأسه في قرية سنتريس بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، ليظل ذكره حيًا في قلوب محبيه.