التعاطف الرقمي وتأثيره على الصحة النفسية
يعتبر التعاطف أداة أساسية في العلاجات النفسية، حيث يلعب دورًا محوريًا في بناء الثقة وتقليل المشاعر السلبية، بالإضافة إلى تعزيز احترام الذات. في عصرنا الحالي، يشهد مجال الصحة العقلية تقدمًا كبيرًا بفضل التقنيات الرقمية، مما يثير تساؤلات حول قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة التعاطف البشري. فهل يمكن أن يتفوق التعاطف الرقمي على التعاطف الذي يقدمه البشر؟
ست شباب الحلقة 13
اختبار تأثير التعاطف الرقمي على الصحة النفسية
كجزء من مشروع بحثي مبتكر، تم تطوير تطبيق رقمي حديث لقياس تأثير الاستجابات التي يولدها الذكاء الاصطناعي على الأفراد الذين يعانون من مشاعر سلبية. وفقًا لموقع "سيكولوجي توداي"، شارك في هذا الاختبار 290 شخصًا خلال شتاء 2023-2024. قامت الدراسة بقياس مدى الدفء والتفهم الذي شعر به المستخدمون عند التفاعل مع التطبيق بالمقارنة مع تفاعلهم مع أصدقائهم وعائلاتهم.
في البداية، أوضح المشاركون أن التعاطف الرقمي لم يكن قادرًا على تقديم نفس مستوى الدعم الذي يحصلون عليه من البشر، مما أثار تساؤلات حول فعالية هذه التقنية الجديدة.
تحولات إيجابية في التصورات مع تقدم التجربة
مع مرور الوقت وتطوير التطبيق ليحاكي المحادثات الواقعية بشكل أفضل، بدأ المستخدمون يشعرون بتحسن ملحوظ في ردود الفعل العاطفية من التطبيق. بدأ التطبيق يعبر عن التفهم ويقدم دعمًا عاطفيًا، بل وقدّم اقتراحات فعالة لتغيير الأفكار السلبية. ونتيجة لذلك، شهدت تصورات المشاركين تحولًا كبيرًا، حيث بدأوا يعتبرون التعاطف الرقمي أكثر فاعلية مما توقعوه في البداية.
تحسُّن ملحوظ في الصحة النفسية للمشاركين
أظهرت نتائج الاختبار أن المشاركين حققوا تحسنًا سريعًا في صحتهم النفسية، حيث أفادوا بتقليص المشاعر السلبية بنسبة تتراوح بين 50% و60% بعد ثلاثة أيام فقط من استخدام التطبيق. واستمر هذا التحسن طوال فترة التجربة التي امتدت لأربعة أسابيع، بالإضافة إلى متابعة التحسن الذي استمر لمدة خمسة أسابيع بعد انتهاء التجربة.
فرص جديدة في العلاج الرقمي المستقبلي
تشير هذه النتائج إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق أحيانًا على البشر في تقديم التعاطف. مما يفتح المجال لتطوير تطبيقات علاجية رقمية أكثر فعالية في المستقبل، مما يعزز من دور التكنولوجيا في تحسين الصحة النفسية ودعم الأفراد في مواجهة تحدياتهم العاطفية.