اكتشاف بقايا سفينة النبي نوح الغامضة

في خطوة مثيرة، زعم فريق دولي من العلماء أنهم توصلوا إلى أدلة جديدة قد تعزز فرضية العثور على بقايا سفينة النبي نوح، التي يُعتقد أنها أنقذت البشرية من الطوفان العظيم قبل أكثر من 5000 عام.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اكتشف الباحثون تكوينًا جيولوجيًا غامضًا على شكل قارب في منطقة نائية بتركيا، يُعتقد أنه قد يكون بقايا السفينة الشهيرة التي عرفتها الأساطير.
المحطة الحلقة 7
موقع اكتشاف سفينة نوح وأدلته

يقع التكوين الجيولوجي المعروف باسم "تكوين دوروبينار" على بُعد 30 كيلومترًا جنوب جبل أرارات في تركيا. يتميز هذا التكوين بشكله القارب الضخم، حيث يصل طوله إلى 163 مترًا، وهو مصنوع من خام الحديد المعروف باسم الليمونيت.
قام الباحثون بأخذ عينات من التربة والصخور المحيطة بهذا الموقع، وأظهرت التحليلات التي أُجريت في جامعة إسطنبول التقنية أن التربة تحتوي على آثار لمواد شبيهة بالطين، بالإضافة إلى رواسب بحرية وبقايا لكائنات بحرية مثل الرخويات.
علاوة على ذلك، كشف التأريخ بالكربون المشع أن هذه العينات تعود إلى فترة تتراوح بين 3500 و5000 عام، وهي تتطابق مع الزمن المفترض لحدوث الطوفان العظيم المذكور في الكتب السماوية.
مطابقة الرواية الدينية
يشير الكتاب المقدس إلى أن سفينة نوح كانت بطول 300 ذراع وعرض 50 ذراعًا وارتفاع 30 ذراعًا.
باستخدام الذراع المصري الموحد (52.4 سم)، يُفترض أن طول السفينة يكون حوالي 157 مترًا، وهو ما يتماشى بشكل كبير مع طول تكوين دوروبينار (163 مترًا).
كما تذكر الرواية الدينية أن السفينة استقرت على "جبال أرارات"، وهو ما يتوافق أيضًا مع الموقع الجغرافي للاكتشاف.
الجدل العلمي حول الاكتشاف

رغم الحماسة التي أثارها هذا الاكتشاف، إلا أن العديد من الجيولوجيين يشككون في هذه الفرضية. فقد أشار البروفيسور لورانس كولينز من جامعة ولاية كاليفورنيا إلى أن تكوين دوروبينار هو ظاهرة جيولوجية طبيعية ناتجة عن تآكل الصخور بفعل الانهيارات الأرضية، وليس بقايا سفينة خشبية.
وذكر أن تحجر الخشب يحتاج إلى ملايين السنين، مما يجعل فرضية تحول السفينة إلى حجر خلال 5000 عام فقط غير واقعية.
آفاق البحث المستقبلية

رغم الجدل القائم، يواصل فريق أبحاث جبل أرارات وسفينة نوح دراسة الموقع وجمع التبرعات لإنشاء مركز للزوار لعرض نتائج أبحاثهم. يؤكد البروفيسور فاروق كايا، الباحث الرئيس في الفريق، أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد أو نفي الادعاءات بشكل قاطع.