ساعة يوم القيامة: تحذيرات لمستقبل البشرية
في تحذير جديد يثير القلق حول المخاطر التي تهدد البشرية، تم ضبط "ساعة يوم القيامة" عند 89 ثانية فقط قبل منتصف الليل. وهذه النقطة تعد الأقرب التي وصلت إليها الساعة منذ إنشائها في عام 1947، مما يعكس تصاعد التهديدات العالمية التي تؤثر على مستقبل كوكبنا.
أسباب تقريب عقارب الساعة
وفقًا لشبكة CNN الأمريكية، حدد العلماء في "مجلة علماء الذرة" مجموعة من العوامل الخطيرة التي تؤثر على استقرار العالم، مما دفعهم إلى إعادة ضبط "ساعة يوم القيامة". من بين هذه العوامل:
- التصعيد في التهديدات النووية، خاصة في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
- تزايد التوترات الدولية بشأن الأسلحة النووية.
- تغير المناخ الذي أصبح أزمة ملحة، مع ارتفاع درجات الحرارة والكوارث البيئية المتزايدة.
- التوترات الجيوسياسية المتفاقمة، بما في ذلك الصراعات في غزة وغيرها من مناطق العالم.
- التطور السريع في التكنولوجيا التجريبية، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، والذي يفتقر إلى الضوابط التنظيمية الكافية.
- الانتشار الواسع للمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة، مما يزيد من تعقيد الأزمات العالمية ويعوق الجهود المبذولة لحلها.
تحذيرات العلماء
قال دانييل هولز، رئيس مجلس العلوم والأمن في النشرة وأستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة شيكاغو، في مؤتمر صحفي: "لقد حددنا الساعة أقرب إلى منتصف الليل، لأننا لا نرى تقدمًا كافيًا وإيجابيًا في مواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك المخاطر النووية وتغير المناخ، والتهديدات البيولوجية والتكنولوجية."
الطائر الرفراف الحلقة 92
وأضاف أن الدول المالكة للأسلحة النووية تستثمر مئات المليارات من الدولارات في توسيع ترساناتها، مما يهدد الأمن العالمي بشكل غير مسبوق.
ما هي "ساعة يوم القيامة"؟
تم إطلاق ساعة يوم القيامة في عام 1947 من قبل نشرة العلماء الذريين، وهي منظمة أسسها علماء شاركوا في مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية. كانت الساعة في البداية وسيلة لقياس مدى اقتراب البشرية من كارثة نووية، لكن منذ عام 2007، أصبحت تشمل أيضًا التهديدات البيئية والتكنولوجية.
تتم مراجعة الوقت كل عام من قبل خبراء في مجلس العلوم والأمن التابع للنشرة، بالتشاور مع مجلس الرعاة الذي أسسه ألبرت أينشتاين. يضم المجلس حاليًا 9 من الحائزين على جائزة نوبل.
ماذا يعني الوصول إلى منتصف الليل؟
يمثل منتصف الليل في هذه الساعة الرمزية نهاية الحضارة الإنسانية، سواء بسبب حرب نووية مدمرة أو تغير مناخي كارثي أو أي تهديد وجودي آخر. حتى الآن، لم تصل الساعة إلى منتصف الليل، وتأمل راشيل برونسون، المديرة التنفيذية لنشرة العلماء الذريين، ألا يحدث ذلك أبدًا.
هل يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟
يعتقد العلماء أن الحلول لا تزال ممكنة، وأنه يمكن إبعاد الساعة عن منتصف الليل من خلال تعزيز التعاون الدولي لنزع الأسلحة النووية، واتخاذ إجراءات جادة لمكافحة تغير المناخ، وكذلك فرض ضوابط تنظيمية على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي. كما يتطلب الأمر محاربة انتشار المعلومات المضللة وتعزيز الوعي العلمي.
يذكر أنه في عام 1991، كانت الساعة عند أبعد نقطة عن منتصف الليل (17 دقيقة)، عندما تم توقيع معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
