-

فنون التربية: كيف نتعامل مع رفض الأطفال؟

فنون التربية: كيف نتعامل مع رفض الأطفال؟
(اخر تعديل 2025-09-07 09:19:18 )
بواسطة

يعتبر رفض الأطفال للقيام بأمور متوقعة من أكثر التحديات التي تواجه الأهل. سواء كان الأمر يتعلق بالتوجه إلى المدرسة، أو المشاركة في نشاط اجتماعي، أو حتى تجربة شيء جديد، يشعر الأهل بأنهم في صراع داخلي. فهل يجب عليهم الضغط على الطفل للقيام بما يريدون، مما قد يؤدي إلى زيادة عناده ومقاومته؟ أم ينبغي عليهم تركه ليبتعد، مما يكرّس لديه سلوك التجنب؟

التربية في العصر الحالي

التربية في العصر الحالي

التربية ليست مجرد معركة للسيطرة، بل هي فن يتطلب التوجيه. الطفل ليس آلة تستجيب للأوامر، بل هو شخصية تتطور وتحمل مشاعر وتجارب تؤثر في قراراته. لذا، يجب على الأهل أن يدركوا أنهم ليسوا قادرين على السيطرة الكاملة على تصرفات أطفالهم، ولكن يمكنهم إدارة ردود أفعالهم، وضع حدود واضحة، وتهيئة بيئة تساعد الطفل على اتخاذ خيارات أفضل.

وضع الحدود بمرونة

يحتاج الأطفال إلى حدود ثابتة، لكن تقديمها بأسلوب صارم قد يزيد من مقاومتهم. الأسلوب الأفضل هو عرض القواعد بوضوح، مع ترك مساحة صغيرة للاختيار. مثلاً، بدلاً من قول "يجب أن تذهب فورًا"، يمكن استخدام صيغة تمنح الطفل مساحة مثل "يمكنك أن ترتدي حذاءك الآن أو بعد خمس دقائق، لكن الذهاب إلى المدرسة هو أمر ثابت".
ليلى مدبلج الحلقة 201

تفهّم المشاعر أولًا

غالباً ما يكون رفض الطفل نتيجة لمشاعر الخوف أو القلق أو الرغبة في السيطرة، وليس عنادًا بحد ذاته. عندما يشعر الطفل بأنه مسموع ومفهوم، تقل مقاومته بشكل ملحوظ. جملة بسيطة مثل "أعرف أنك لا ترغب الآن، وأتفهم صعوبتك" تعطيه شعورًا بالطمأنينة، وتفتح المجال لتجاوب أفضل.

بناء بيئة مشجّعة

يمكن للأهل استخدام البيئة كوسيلة دعم فعالة. على سبيل المثال، يمكن تمهيد النشاط الجديد مسبقًا من خلال الحديث عنه أو عبر التجربة التدريجية. البيئة تشمل كل شيء، بدءًا من المكان ونبرة الصوت، وصولاً إلى الروتين اليومي وطريقة عرض المهام.

التركيز على التقدّم لا الكمال

التربية هي عملية تراكمية، ولا يُتوقع من الطفل أن ينجح في كل مرة. الأهم هو أن يخطو خطوة صغيرة نحو التكيّف. الاحتفاء بهذه الخطوات، حتى وإن بدت بسيطة، يعزز ثقته بنفسه ويدفعه للمحاولة مجددًا.

في النهاية، التربية ليست محاولة لإلغاء إرادة الطفل، بل هي مساعدة له على توجيه إرادته. عندما يدرك الأهل أنهم لا يستطيعون التحكم المباشر بتصرفات أطفالهم، ولكن يمكنهم توجيههم وتوفير بيئة داعمة، تتحول المواقف الصعبة من معارك استنزاف إلى فرص تعليمية تبني شخصية الطفل على المدى الطويل.