مصر تحارب التنجيم والخرافات في الإعلام
في خطوة جريئة ومهمة لمواجهة ظاهرة التنجيم والخرافات التي تسيطر على عقول الكثيرين، أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر عن قرار يمنع العرافين والمنجمين من الظهور على القنوات والإذاعات والمواقع التابعة لها. يأتي هذا القرار في إطار سعي الهيئة لتعزيز المعرفة العلمية ومحاربة الترويج لممارسات تفتقر إلى الأسس العقلية والعلمية.
أسباب القرار.. تعزيز العقل ومواجهة الترويج للخرافات
في تصريحات أدلى بها أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أكد أن هذا القرار يمثل خطوة هامة نحو "مواجهة الترويج للخرافات واحترام العقل". وقد أوضح المسلماني أن الهيئة تهدف إلى منع ظهور العرافين والمنجمين الذين يعتمدون على توقعات عشوائية وتنبؤات تفتقر إلى الأسس العلمية.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تعتبر جزءًا من الجهود الرامية لتعزيز المعرفة العلمية في وسائل الإعلام المصرية، والابتعاد عن نشر الأفكار التي تساهم في بناء "شهرة كاذبة" لهؤلاء الأشخاص الذين يروجون للخرافات.
ست شباب الحلقة 13
حماية العقل المصري مسؤولية الإعلام
شدد المسلماني على أن وسائل الإعلام تلعب دورًا محوريًا في محاربة الجهل، مؤكدًا على أهمية التصدي للظواهر التي تهدف إلى "إهانة العقل وتسفيه المعرفة". كما أكد أن الهيئة تسعى لتقديم محتوى يسهم في رفع الوعي المجتمعي، والتوجه بعيدًا عن الممارسات التي تستغل الجهل وتروج للأفكار الخرافية، خصوصًا في ظل التطور العلمي الذي يشهده العالم.
تزايد ظاهرة العرّافين والمنجّمين في وسائل الإعلام
جاء هذا القرار بعد تزايد ظاهرة استضافة العرّافين والمنجمين في وسائل الإعلام المصرية خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في مواسم نهاية العام، حيث يكثر الحديث عن التوقعات والأبراج. هذا الموضوع أثار جدلاً كبيرًا بين مختلف فئات المجتمع، حيث انتقده البعض باعتباره استغلالًا للجهل والخرافات، بينما دافع آخرون عن هذه الظاهرة بوصفها نوعًا من الترفيه الذي لا يشكل ضررًا.
التفاعل المجتمعي مع القرار.. رفض وانتقادات
من المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل متباينة من قبل الجمهور والمختصين في الإعلام. بينما يرى البعض أن القرار يمثل توجهًا إيجابيًا نحو نشر المعرفة العلمية ومكافحة الخرافات، يعبر آخرون عن استغرابهم من حظر ما يعتبرونه نوعًا من الترفيه الذي لا يضر. كما قد يتساءل البعض عن تأثير القرار على حرية الإعلام وتنوع محتوياته، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي التي لا تخضع لنفس الرقابة.
خطوة جديدة نحو إعلام أكثر علمية وواقعية
وفقًا لمراقبين، يأتي قرار الهيئة الوطنية للإعلام ليؤكد التزامها بتطوير المحتوى الإعلامي في مصر وتعزيز الفهم العلمي والواقعي بين الجمهور. وعلى الرغم من أن القرار قد يواجه تحديات في التطبيق والقبول، إلا أنه يضع مصر في موقف قوي لمواجهة الخرافات التي قد تؤثر على فكر المجتمع في ظل انتشار وسائل الإعلام التقليدية والجديدة.