مصاصو الطاقة: كيف تحمي نفسك منهم؟

هل شعرتِ يومًا بالخروج من محادثة ما وأنتِ مثقلةٌ بالتوتر، أو الحزن، أو حتى بانعدام الطاقة، دون أن يكون لديكِ تفسير واضح لذلك؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فربما لا تعانين من الإرهاق الجسدي، بل أنكِ محاطة بأشخاص يُعرفون بمصاصي الطاقة العاطفية. هؤلاء الأفراد يدخلون حياتنا مبتسمين، لكنهم يتركوننا فارغات المشاعر، مثقلات بالأعباء النفسية.
الزوجة الأخرى الحلقة 37
من هم مصاصو الطاقة؟

في عالم العلاقات، ليس كل من نحبهم يُضيفون النور إلى أيامنا. فبعض الأشخاص، سواء بقصد أو دون قصد، يسحبون طاقتنا شيئًا فشيئًا، حتى نشعر وكأننا نحمل هموم العالم دون أن ندرك السبب. يُطلق علماء النفس على هؤلاء الأفراد اسم "مصاصي الطاقة" أو "مصاصي المشاعر"، وهم موجودون في كل مكان، سواء في العمل، أو في العائلة، أو حتى بين الأصدقاء المقربين.
إليكِ الأنواع الخمسة الأكثر شيوعًا من مصاصي الطاقة، وطرق التعامل معهم بلطف وحكمة:
1. النرجسي عاشق نفسه
هذا الشخص يرى أن الكون يدور حوله. كل حديث يجب أن ينتهي عنده، وكل إنجاز يُنسب له. يحب الإعجاب، لكنه نادراً ما يظهر تعاطفًا أو اهتمامًا حقيقيًا بالآخرين.
كيف تحمين نفسك؟ لا تنتظري منه حبًا غير مشروط، ولا تجعلي ثقتك بنفسك مرتبطة برأيه فيك. تذكري أنك لست مسؤولة عن إرضاء غروره.
2. الضحية الدائمة
تبدأ الجلسة معه بالشكوى وتنتهي بسلسلة طويلة من المآسي. كل شيء سيئ، والجميع ظلمهم. تجدين نفسك تحاولين رفع معنوياته، مما يجعلك تشعرين بالإرهاق.
كيف تحمين نفسك؟ استمعي إليه بهدوء، لكن ضعي حدودًا واضحة، ووجهي الحديث نحو الحلول بدلاً من الاكتفاء بالمشكلات.
3. المتحكم الذي يعرف مصلحتك أكثر منك!
هذا الشخص يملي عليكِ ما يجب أن تفعليه، وكيف تشعرين، وحتى كيف تفكرين. يبدأ حديثه بعبارة مثل: "أنت لا تعرفين مصلحتك"، وينتهي بجعلك تشكين في قراراتك.
كيف تحمين نفسك؟ كوني واثقة ومهذبة في الرد، واكتفي بقولك إنك تقدرين رأيه، لكنك تفضلين اتخاذ قرارك بنفسك. لا تبرري كثيرًا، فكل تبرير يمنحه مساحة إضافية للسيطرة عليك.
4. الثرثار الذي لا يسمع إلا صوته
هو الشخص الذي لا يتوقف عن الكلام ولا يترك لكِ فرصة للتعبير، وكأن وجودك مجرد جمهور في مسرحه الخاص.
كيف تحمين نفسك؟ اعتذري بلطف عندما تشعرين بأن الحديث تجاوز حدود راحتك، ولا تشعري بالذنب، فحاجتك إلى الهدوء أولوية لا تقل أهمية عن حاجته إلى الحديث.
5. الدرامي.. كل شيء عنده أزمة
يحول أي موقف بسيط إلى مأساة كبرى. نزلة برد بسيطة تصبح كارثة، ومشكلة صغيرة في العمل تتحول إلى خيانة عظمى. تخرجين من لقائه متوترة وكأنك تابعتِ فيلمًا طويلاً من الدراما.
كيف تحمين نفسك؟ حافظي على هدوئك وتجنبي الانجرار إلى المبالغة، وحاولي تهدئة الموقف بكلمات متزنة تركز على الحل لا على العاطفة.
تذكري أن الحياة قصيرة جدًا لتهدريها على من يطفئون نورك. اختاري من يمنحك راحة وسلامًا، لا من يرهقك باستنزاف طاقتك. اجعلي وقتك مع من يحبك كما أنت، لا مع من يرهقك بمحاولاتك الدائمة لإرضائه.