تعزيز العلاقات الإنسانية في التواصل الرقمي

في عصر تسيطر فيه الاجتماعات عبر الشاشات والرسائل السريعة على طرق تواصلنا، يظهر أمامنا تحدٍ خفي: كيف يمكننا أن نحافظ على دفء العلاقات الإنسانية في ظل هذا التواصل الرقمي الذي يفتقر إلى اللمسة الإنسانية؟
بينما نواجه ضغط العمل وتسارع التطورات التكنولوجية، قد يتحول تفاعلنا إلى مجرد تبادل للتعليمات والأوامر، مما يجعلنا نشعر بالبرودة العاطفية والافتقار إلى الروابط الحقيقية.
هنا يأتي دور مفهوم التعاطف الرقمي كمهارة أساسية، حيث يُمكننا من بناء علاقات حقيقية حتى وإن كانت الشاشات تفصل بيننا، مما يعزز شعور زملاء العمل بالثقة والانتماء رغم المسافات التي تفصلنا.
استراتيجيات لتعزيز العلاقات في العالم الافتراضي

إن التفاعل الافتراضي، خاصة في بيئة العمل، يتسم غالباً بالآلية والتركيز على الأداء فقط. ولكن، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Business and Psychology أن إدراج بعض المعلومات الشخصية التي لا تتعلق بالعمل يمكن أن يُعزز بشكل كبير من الثقة والشعور بالانتماء بين الزملاء، حتى في البيئات البعيدة.
لتحقيق التعاطف في التواصل الرقمي وتعزيز جودة الحضور، إليك ثلاث استراتيجيات رئيسية يجب اتباعها:
إضفاء الطابع الشخصي
قبل أن تتطرق إلى موضوع الاجتماع في مكالمات الفيديو، يُفضل البدء بسؤال إنساني بسيط، مثل "كيف حال الطقس عندكم اليوم؟" أو "هل قضيت عطلة نهاية أسبوع ممتعة؟".
يساعد هذا النوع من الافتتاحيات على خلق قناة تواصل إنسانية، مما يجعل الشخص الآخر يشعر بأنه مُقدَّر كإنسان له ظروفه وحياته، وليس مجرد موظف مكلف بإنجاز مهمة معينة.
الحضور الكامل والمقصود
يُعتبر تعدد المهام أثناء التفاعل الافتراضي أحد أكبر مُدمِّرات العلاقات؛ لأنه يمنع التواصل العاطفي العميق. لذا، فإن الحضور المقصود يعني أن تُظهر أنك تمنح الطرف الآخر اهتمامك الكامل.
خلال مكالمات الفيديو، حافظ على التواصل البصري من خلال النظر إلى الكاميرا مباشرة، بدلاً من النظر إلى الشاشة أو صورتك الشخصية.
تفعيل الفهم المتبادل
في التواصل الكتابي مثل الرسائل الإلكترونية أو الدردشات، من السهل أن يُساء فهم النبرة أو أن نرد باندفاع عاطفي. العلاقات القوية تتطلب التفكير قبل الرد.
ليلى الحلقة 41
عندما تتلقى رسالة تبدو نبرتها سلبية أو غاضبة، لا ترد فوراً. بدلاً من ذلك، اكتب رداً قصيراً يمنحك وقتاً للتفكير. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "شكراً لمشاركتك وجهة نظرك، سأفكر في الأمر ملياً وسأرد عليك بتفصيل مدروس خلال ساعة."
خلف كل شاشة، توجد شخصية إنسانية تستحق الاحترام والتفهم. التركيز على جودة حضورك في كل تواصل هو مفتاح النجاح. لتضمن التعاطف الإنساني، يجب عليك إيلاء الاهتمام للاستراتيجيات السابقة لضمان بناء علاقات قوية ومتينة.