فجر السعيد: عودتها إلى الحياة بعد السجن

عادت الإعلامية الكويتية فجر السعيد إلى منزلها بعد غياب دام أكثر من سبعة أشهر خلف القضبان، حيث قضت فترة حكم ابتدائي بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ. ولكن بفضل قرار محكمة الاستئناف، تم إلغاء العقوبة وأصبح بإمكانها العودة إلى أحضان عائلتها.
سجدة شكر فور الإفراج عن فجر السعيد
كانت لحظة العودة محمّلة بالمشاعر الجياشة، حيث ظهرت فجر السعيد في مقطع مصور نشرته زميلتها الإعلامية مي العيدان، وهي تنحني عند مدخل منزلها لتقبل الأرض وتؤدي سجدة شكر. ثم رفعت يديها بالدعاء، في لقطة مؤثرة لامست قلوب الكثيرين وحققت انتشارًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتويتر وسناب شات.
تفاعل الجمهور بشكل واسع مع الفيديو، حيث انهالت التعليقات من متابعين وصحافيين وشخصيات عامة عبّروا عن فرحتهم بعودة السعيد إلى عائلتها. وقد أشار الكثيرون إلى أن لحظة الخروج من السجن والعودة إلى الأهل لا تقدَّر بثمن.
ولم تكتفِ السعيد بسجدة الشكر، بل شاركت عبر حسابها على "سناب شات" سلسلة من القصص المصورة التي توثق أجواء الفرح في منزلها. حيث ظهرت باقات الزهور ورسائل التهنئة التي ملأت المكان، وكتبت كلمات مؤثرة وصفت فيها عائلتها بأنها "الظهر الحقيقي والملاذ بعد شهور من الغياب القسري". كما أعربت عن شكرها لكل من ساندها برسالة أو دعاء أو زيارة.
وتحدثت السعيد عن الظروف التي عاشتها خلال فترة احتجازها، مشيرة إلى أنها خسرت نحو 25 كيلوغرامًا من وزنها بسبب تلك التجربة القاسية.
من الإدانة إلى الإلغاء: تفاصيل قضية فجر السعيد
بدأت قصة الإفراج عن فجر السعيد قبل أيام قليلة من موعد إطلاق سراحها، حينما أصدرت محكمة الاستئناف الكويتية حكمها بإلغاء العقوبة الأصلية مع الامتناع عن النطق بالعقوبة، على أن تُدفع كفالة مالية قدرها 1000 دينار كويتي (حوالي 3200 دولار أمريكي).
كانت الإعلامية الكويتية قد أُدينت في وقت سابق بعدة تهم، من بينها إذاعة أخبار كاذبة عبر منصات التواصل، وإساءة استعمال الهاتف، والدعوة للتطبيع مع دولة الاحتلال، وهي تهم نفتها مرارًا أمام المحكمة.
دفاعها، المتمثل في محاميها الدكتور فيصل عيال العنزي، قدم حججًا قوية لبطلان التهم، مؤكدًا أن الوقائع لا تستوفي الشروط القانونية لتكوين جريمة تستوجب عقوبة سالبة للحرية، وهو ما أخذت به المحكمة في النهاية.
وفي تعليق قانوني، أوضح المستشار الدكتور محمد الفيلي أن "الامتناع عن النطق بالعقوبة" يعتبر إجراءً جزائيًا قائمًا على إدانة المتهم، لكن دون تنفيذ العقوبة، إذا رأى القاضي أن الظروف الخاصة بالمُدان – مثل حسن السيرة – تستدعي استخدام هذه السلطة التقديرية.
بارينيتي الحلقة 67