صباح الأسرة.. رحلة نحو الذكريات الجميلة
يمثل الصباح نقطة تحول مهمة في حياة الأسرة، خاصةً قبل انطلاق الأطفال إلى المدرسة. في تلك الساعات القليلة، يمكن أن تتحول الأجواء إلى حالة من الفوضى والتوتر، أو يمكن أن تكون فرصة رائعة لبناء ذكريات دافئة ومليئة بالحب والمودة.
تشاركنا بيكي مانسفيلد، الكاتبة المتخصصة في التربية الأسرية، قاعدة بسيطة لكنها فعالة أطلقت عليها "قاعدة ما قبل المدرسة"، والتي تهدف إلى جعل الصباح أكثر سلاسة وسعادة.
الصباح.. فرصة ذهبية لزرع الطمأنينة
تؤكد مانسفيلد أن الأهم في ساعات الصباح ليس الالتزام الصارم بالمواعيد أو التأكد من أن الأطفال في مظهر مثالي، بل يجب أن يكون الهدف هو وداع الأطفال بشعور من الطمأنينة والسعادة، حتى يبدأوا يومهم بثقة وقوة.
بالطبع، يمكن أن يكون صباح المدرسة مليئًا بالمفاجآت غير المتوقعة؛ فقد يحتاج طفل صغير فجأة إلى تغيير ملابسه، أو قد يضيع آخر حذاءه. ومع ذلك، ترى الكاتبة أن الأهم هو كيفية التعامل مع هذه اللحظات الصغيرة، وتجنب تحويلها إلى مصدر للتوتر أو الصراخ.
القاعدة الأساسية: "لا للتذمر صباحًا"
تشرح مانسفيلد قاعدتها الأساسية كالتالي: في كل صباح، أتعهد بعدم التذمر أو الشكوى أو إلقاء اللوم على أطفالي لأي سبب لا يتعلق بسلامتهم. قد يبدو الالتزام بهذا الوعد تحديًا كبيرًا، خاصةً في الأوقات الحرجة عندما تتراكم الضغوط. لكنها تؤكد أن المحاولة تستحق العناء.
بدلاً من انتقاد الأطفال أو توبيخهم، تقترح مانسفيلد تأجيل النقاشات حول السلوكيات غير المقبولة إلى فترة ما بعد الظهر، عندما تكون الأجواء أكثر استرخاءً. هذا يتيح مناقشة هادئة وبناءة.
لماذا نركز على اللحظات الإيجابية صباحًا؟
تشير مانسفيلد إلى أن الكلمات التي يسمعها الأطفال صباحًا تشكل جزءًا كبيرًا من أفكارهم طوال اليوم. إذا بدأ اليوم بصراخ أو توتر، فقد يحمل الأطفال هذا الشعور معهم إلى المدرسة، مما قد يزيد من مخاوفهم وقلقهم بشأن تحدياتهم اليومية.
- التعامل مع زملاء غير ودودين.
- القلق من الإجابة عن أسئلة صعبة في الصف.
- الشعور بالوحدة أثناء وقت الاستراحة.
لذلك، فإن توفير بيئة صباحية هادئة ومريحة يساعد الأطفال على مواجهة يومهم بثقة وهدوء.
المسافة الزمنية تصنع الفرق
ترى مانسفيلد أن منح الأمور بعض الوقت يجعل المشكلات الصباحية تبدو أقل أهمية. بعد انقضاء ساعات المدرسة وابتعاد الجميع عن توتر الصباح، يصبح من السهل مناقشة ما حدث بهدوء وإيجاد حلول مناسبة.
كما تذكرنا بأن هذه المرحلة من حياتنا كآباء وأمهات هي مرحلة عابرة، وأن اللحظات التي نعيشها الآن ستصبح ذكريات غالية في المستقبل. لذا، علينا أن نحرص على أن تكون هذه الذكريات مليئة بالحب والدفء.
ختامًا، تدعو مانسفيلد جميع الأهل إلى تغيير نظرتهم لصباح المدرسة. بدلاً من التركيز على التفاصيل اليومية المزعجة، علينا أن نتذكر أن أطفالنا بحاجة إلى مغادرة المنزل بشعور إيجابي وأمل. فما يهمهم ليس الملابس المثالية أو الوقت، بل الشعور بأنهم محاطون بالدعم والحب.
المحتال مترجم الحلقة 9