وداع هاني السعدي: أصداء الفقد في دمشق

في قلب العاصمة السورية دمشق، اجتمع عدد كبير من الأصدقاء والزملاء لتأبين الكاتب والممثل السوري القدير هاني السعدي، الذي غادرنا تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا. شهدت مراسم العزاء حضور عائلته وابنتيه الفنانتين روعة وربى، بالإضافة إلى كوكبة من نجوم الدراما السورية الذين جاؤوا لتقديم واجب العزاء والمشاركة في هذا الحدث الحزين.

عباس النوري: فقدنا إنسانًا مميزًا

الفنان الكبير عباس النوري، الذي كان من الحاضرين في العزاء، لم يخف حزنه العميق على فقدان هاني السعدي. فقد بعث برسالة مؤثرة إلى ابنتي الراحل، حيث أكد أن وفاة والدهن تمثل خسارة كبيرة للوسط الفني، وتمنى لهما الصبر والقوة في مواجهة هذه المحنة. كما أشار إلى أن هاني ترك أثرًا عميقًا في حياتهما، وأنهما قادرتان على الاستمرار في مسيرتهما الفنية، ليظل فخورًا بهما حتى بعد رحيله.

هيثم حقي وأيمن عبد السلام: ذكريات لا تُنسى

المخرج هيثم حقي، الذي عاد إلى دمشق بعد غياب طويل، تحدث عن المبدع هاني السعدي مشيدًا بإبداعه وشغفه في اكتشاف شخصيات جديدة وأنواع درامية متميزة. وأضاف أن رحيله يمثل خسارة ليس فقط لعائلته، بل للدراما السورية بشكل عام. بينما الفنان أيمن عبد السلام، الذي تربطه صداقة قوية بعائلة الراحل، أعرب عن حزنه العميق، مشيدًا بتراث هاني الفني الذي سيبقى خالداً في ذاكرة الجميع.

تيسير إدريس: فراق أحد رواد الفانتازيا

الفنان تيسير إدريس لم يُخف حزنه أيضًا، مشيراً إلى أن الدراما السورية فقدت برحيل هاني السعدي واحدًا من أبرز كتّابها الذين أسهموا في تأسيس الفانتازيا التاريخية. فقد تركت أعماله بصمة واضحة في الذاكرة الفنية، رغم تراجع صحته في السنوات الأخيرة، مما أثر على تواصله مع محيطه.

إرث درامي خالد

لا يمكن إنكار أن هاني السعدي كان أحد الأسماء اللامعة في سماء الدراما السورية. حيث قدم العديد من الأعمال التي حققت شهرة واسعة، مثل "الكواسر"، "الجوارح"، "أبناء القهر"، "حاجز الصمت"، "الخط الأحمر"، و"فرسان الظلام". وقد أسهمت هذه الأعمال في ترسيخ مفهوم الفانتازيا التاريخية، مما جعل اسمه علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية.