القلق عالي الأداء: كيف تتغلبين عليه؟

هل تجدين نفسك عالقة في دوامة التفكير المفرط؟ هل يرهقك القلق حتى وأنتِ تسيرين في روتين حياتك اليومية بشكل طبيعي؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنتِ لست وحدك. هذه ليست مجرد حالة عابرة، بل هي تجسيد لما يعرفه الخبراء بـ "القلق عالي الأداء". ورغم أنه ليس اضطرابًا نفسيًا رسميًا، إلا أنه يمثل تحديًا حقيقيًا يواجه العديد من النساء، اللواتي يظهرن بمظهر النجاح والقوة، بينما يعانين من صراع داخلي مرهق.
قد تستيقظين باكرًا، وتذهبين إلى العمل، وتبدين قوية أمام الجميع، لكن في أعماقكِ، هناك سباق لا ينتهي مع القلق والتوتر.
مؤشرات القلق عالي الأداء

إليكِ ست سلوكيات شائعة قد تقومين بها دون أن تدركي، والتي قد تشير إلى أن قلقكِ أعمق مما تتخيلين:
1- التفكير المستمر
تدور في ذهنك أسئلة سلبية بشكل مستمر: ماذا لو فشلت؟ ماذا لو حدث مكروه؟ هذا النوع من التفكير المتكرر يسرق طاقتكِ الذهنية، ويترككِ منهكة جسديًا وعاطفيًا.
الزوجة الأخرى الحلقة 37
2- الهوس بالتفاصيل
رغبتكِ في الدقة قد تتحول إلى فخ الكمال. التركيز المفرط على كل تفصيل صغير قد يبدو ميزة، ولكنه في أحيان كثيرة يستنزفكِ ويدخلك في سباق مرهق مع ذاتك.
3- الانشغال الدائم
هل تجدين صعوبة في الاسترخاء؟ عقلكِ يعمل بلا توقف وكأنكِ ملزمة دائمًا بإنجاز شيء ما. هذا السلوك قد يجعلكِ ناجحة في العمل، لكنه يسرق منكِ راحتك وسكينتك.
4- الأرق وصعوبة النوم
عندما تضعين رأسكِ على الوسادة، يبدأ عقلكِ في جولة تفكير ليلية. قد ينجح قلقكِ في الاختباء طوال النهار، لكنه يظهر ليلاً على شكل أرق وإرهاق.
5- تجاهل آلام الجسد
ألم في الكتف، شدٌ في المعدة؛ كلها إشارات يرسلها إليكِ جسدكِ، لكنكِ قد تتجاهلينها بحجة الانشغال. القلق لا يؤثر على العقل فحسب، بل يترك بصماته أيضًا على الجسد.
6- الحاجة إلى السيطرة
الرغبة في التحكم بكل شيء، من ترتيب المنزل إلى أدق تفاصيل حياتكِ، قد تكون طريقة غير واعية للهروب من شعوركِ بالعجز. لكن في النهاية، هذه السيطرة قد تزيد من ضغطك النفسي.
تذكري أن القلق عالي الأداء ليس مرضًا بحد ذاته، لكن تركه دون وعي أو معالجة قد يؤدي إلى مشكلات أعمق. من الضروري أن تمنحي نفسكِ الراحة، وتعترفي بمخاوفكِ، وتبحثي عن الدعم عند الحاجة. هذه الخطوات الأساسية ستساعدكِ على تحقيق حياة أكثر توازنًا وسلامًا.