فيلم Highest 2 Lowest: طموح سينمائي مثير

يعود المخرج الأمريكي الشهير سبايك لي بفيلمه الجديد "Highest 2 Lowest"، وهو إعادة تصور حديثة لفيلم "High and Low" للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا الذي صدر عام 1963. يجمع الفيلم بين الأداء القوي لنجوم بارزين وصورة سينمائية متقنة، إلا أنه في الوقت ذاته يواجه بعض المشكلات على صعيد القصة، مما يجعله بعيدًا عن أن يكون أفضل أعمال سبايك لي. وقد أشار موقع "in between drafts" إلى مراجعة الفيلم كالتالي.
السعادة العائلية الحلقة 9
نقاط القوة في فيلم Highest 2 Lowest
تتجلى أبرز نقاط القوة في "Highest 2 Lowest" في التصوير البصري الرائع الذي قدمه سبايك لي بالتعاون مع مدير التصوير ماثيو ليباتيك. حيث تمكنت اللقطات الواسعة، التي تستعرض أفق نيويورك، من أن تكون غنية بالتفاصيل الجذابة. كما أضافت المشاهد الداخلية ذات الظلال الكثيفة شعورًا عميقًا بالتوتر النفسي. كان الإيقاع البصري متوازنًا وحاضرًا في ذاكرة المشاهد، مما جعل التجربة ممتعة من الناحية البصرية حتى وإن لم ينجح النص في مجاراتها.
دينزل واشنطن يتألق في شخصية David King
في دور David King، يثبت دينزل واشنطن مجددًا قدرته على أسر الجمهور من خلال تجسيد شخصية رجل أعمال موسيقي يواجه معضلة أخلاقية صعبة. الأداء الذي قدمه يجمع بين القوة والضعف الإنساني، مما جعل الشخصية تبدو حقيقية وقريبة من المشاهد. وبفضل حضوره الطاغي، ظل الفيلم قائمًا على قدميه حتى في لحظات تعثر القصة، مما يجعل أداء واشنطن وحده سببًا كافيًا لمشاهدة الفيلم.
جيفري رايت يمنح الفيلم بعدًا إنسانيًا
يجسد جيفري رايت شخصية Paul Christopher، السائق المخلص والرفيق المقرب لديفيد كينغ. وقدّم أداءً هادئًا وعميقًا ساهم في تشكيل ثنائي قوي مع دينزل واشنطن، وأضفى على القصة بعدًا إنسانيًا يحافظ على تماسكها. وجوده في الأحداث كان بمثابة صمام أمان يحول دون انزلاق الفيلم بالكامل، ما عزز من توازن السرد على الرغم من ضعف النص.
آيساب روكي في دور مؤثر
ظهر آيساب روكي بدور الخاطف الذي يشعل الأحداث. ورغم الكاريزما الواضحة التي أضافها، فإن الشخصية لم تُكتب بعمق كافٍ لتترك الأثر المطلوب. فإن أداءه جلب طاقة وحيوية للفيلم لكنه أعاد للأذهان أدوارًا مشابهة له في السابق، مما جعله يبدو مألوفًا أكثر من كونه مختلفًا. وغياب التعقيد في الكتابة قلل من قيمة هذا الدور رغم أهميته في تحريك القصة.
نقاط الضعف في فيلم Highest 2 Lowest
المشكلة الرئيسة في "Highest 2 Lowest" تكمن في النص، فالقصة الأصلية التي كتبها كوروساوا ارتكزت على صراع طبقي وأخلاقي واضح، بينما جاءت المعالجة الجديدة لتُضعف من حدة التوتر وتخفف الصراع. الموضوعات الكبرى مثل السلطة والثروة والولاء لم تُطرح بالعمق الكافي، وهو ما جعل الأحداث في بعض اللحظات متوقعة أكثر مما يجب. النتيجة أن الفيلم فقد جزءًا كبيرًا من التأثير الذي كان يمكن أن يحققه.