-

فيلم صوت هند رجب: قصص المقاومة والإنسانية

فيلم صوت هند رجب: قصص المقاومة والإنسانية
(اخر تعديل 2025-10-21 19:27:44 )
بواسطة

كشفت المخرجة التونسية كوثر بن هنية عن تفاصيل مثيرة حول فيلمها المؤثر "صوت هند رجب". وقد أكدت أن الدافع الأساسي لإنجاز هذا العمل الفني كان شعورها العميق بالعجز أمام مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب خلال العدوان على غزة.

جاء ذلك خلال جلسة نقاش تم تنظيمها يوم الثلاثاء 21 أكتوبر/تشرين الأول، حول فيلم "صوت هند رجب"، بحضور مجموعة من النقاد والصحفيين والمتخصصين في مجال السينما.
زهور الدم الحلقة 566

بين الوجع والواجب.. دوافع كوثر بن هنية لصنع فيلم "صوت هند رجب"

كوثر بن هنية

في تصريحات خاصة، أوضحت المخرجة التونسية أن ما دفعها لصنع هذا الفيلم هو إحساسها العميق بالعجز أمام الأحداث المأساوية التي تجري في غزة. حيث قالت: "عندما سمعت نداء الطفلة هند وهي تطلب النجدة، شعرت وكأنها تنادي كل شخص في العالم". وأكدت أن عدم قدرة أحد على التدخل كان دافعها لاستخدام السينما كوسيلة للمقاومة، من أجل إيصال صوت هند إلى جميع أنحاء العالم.

وأضافت: "لم يكن مشروعي أن يحدث هذا، ولو كان بيدي لاخترت أن تبقى هند على قيد الحياة. لكن بما أن المأساة قد وقعت، كان من واجبي الفني والإنساني أن أروي قصتها."

الفيلم، الذي يستند إلى واقعة حقيقية مؤلمة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، يروي اللحظات الأخيرة في حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي لم تكن تتجاوز الخمس سنوات من العمر، قبل أن تُقتل تحت القصف، بعد مناشدات مؤثرة استمرت لساعات دون استجابة.

قد عُرض الفيلم لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، حيث حظي باستقبال استثنائي من الجمهور والنقاد، حيث استمر التصفيق لأكثر من عشرين دقيقة، بالإضافة إلى حصوله على جائزة لجنة التحكيم الكبرى وعدد من الجوائز الأخرى.

بين الوثائقي والروائي.. "صوت هند" يفرض شكل الفيلم

حول البناء الفني للفيلم الذي يمزج بين الأسلوبين الوثائقي والروائي، قالت بن هنية: "الفيلم يعتمد على التسجيل الصوتي الحقيقي لمكالمة هند مع طواقم الهلال الأحمر. كنت أبحث عن الشكل الأنسب: هل أتبنى الشكل الوثائقي أم أستخدم الشخصيات الحقيقية؟ الأهم كان أن يشعر المشاهدون بواقع اللحظة وكأنها تحدث أمامهم الآن".

وأوضحت: "المراوحة بين الوثائقي والروائي لم تكن خيارًا بل فرضتها طبيعة القصة وقوة التسجيل الصوتي. كان الهدف أن يعيش المشاهدون اللحظة كما عاشتها هند، بكل وقعها وتأثيرها."

نجاح البندقية.. ردود فعل فاقت التوقعات وأمل متجدد بالسينما

طاقم عمل فيلم صوت هند رجب

وعن تتويج الفيلم في مهرجان البندقية، عبرت بن هنية عن سعادتها بالقول: "ما حدث فاق كل توقعاتي. التصفيق المستمر وتفاعل الصحافة والنقاد منحني شعورًا بأن صوت هند قد وصل بالفعل". وأكدت أن هذا التفاعل ساعد على إيصال الفيلم إلى جمهور أوسع، وهو ما كان هدفها الأساسي.

أما عن تأثير الفيلم على مسيرتها مقارنة بأعمالها السابقة، فقالت: "كل فيلم هو رحلة اكتشاف جديدة، لكن صوت هند رجب أعاد لي الإيمان بالسينما كوسيلة للتأثير والمقاومة. شعرت بتفاعل واسع من الجمهور حول الفيلم، مما جدد ثقتي بمهنة الإخراج والكتابة."

مشروع جديد يغوص في تاريخ وتراث تونس

وكشفت المخرجة أنها ستستأنف تصوير فيلم جديد كانت قد بدأت فيه قبل "صوت هند رجب"، لكنها اضطرت لتأجيله. ويركز الفيلم الجديد على التراث التونسي في حقبة الثلاثينيات والأربعينيات، ويروي قصة عائلية تكشف أسرار وتحولات داخل بنية العائلة والمجتمع، مما يؤكد استمرار كوثر بن هنية في تقديم أعمال تحمل عمقًا اجتماعيًا وتاريخيًا.