إنجاز تاريخي لمسبار باركر الشمسي
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن إنجاز تاريخي بارز حققه مسبار باركر الشمسي، حيث تمكن من الوصول إلى أقرب نقطة من الشمس شهدتها البشرية عبر أي جسم مصنوع من يد الإنسان.
باركر يحلق على بُعد 6.1 مليون كيلومتر من الشمس
المسبار، الذي خاض تجربة مثيرة في الغلاف الخارجي للشمس المعروف بـ"الهالة"، اقترب من النجم العملاق لمسافة تصل إلى 3.8 مليون ميل (6.1 مليون كيلومتر) في حدث تاريخي مثير خلال عشية عيد الميلاد.
استطاع المسبار تحمل درجات حرارة غير مسبوقة وصلت إلى 1400 درجة مئوية، بالإضافة إلى تعرضه لإشعاع شديد، بينما كان يتحرك بسرعة قياسية بلغت 430 ألف ميل في الساعة (692 ألف كيلومتر في الساعة).
وقد تلقى فريق العمليات في مختبر الفيزياء التطبيقية التابع لجامعة جونز هوبكنز إشعارًا من المسبار قبل منتصف الليل بتوقيت الولايات المتحدة، يؤكد أن المركبة الفضائية تعمل بشكل طبيعي بعد اجتيازها لهذه الظروف القاسية.
العبقري مدبلج الحلقة 71
أوضحت ناسا أن المسبار مزود بدرع حرارية خاصة بسماكة 11.5 سم، مصنوعة من مواد مركبة من الكربون، مما ساعده على البقاء آمنًا أثناء رحلته الجريئة عبر الهالة الشمسية.
لغز الهالة الشمسية
تسعى هذه المهمة إلى حل ألغاز ممتدة منذ زمن بعيد حول الشمس، بما في ذلك كيفية تسخين الهالة الشمسية إلى درجات حرارة تفوق سطح الشمس نفسه، كما أفادت شبكة BBC بنسختها الإنجليزية.
تأمل ناسا أن تسهم البيانات التي سيجمعها المسبار في تحسين فهم الرياح الشمسية وآثارها على الطقس الفضائي، والذي قد يؤثر على شبكات الطاقة والاتصالات على كوكب الأرض.
وصرحت الدكتورة نيكولا فوكس، رئيسة قسم العلوم في ناسا، بأن هذه المهمة تمثل تجربة فريدة لفهم خصائص نجمنا. وأضافت: "لقد درسنا الشمس لقرون، ولكن هذه هي المرة الأولى التي نزورها فيها فعليًا ونجمع بيانات مباشرة من جوها."
نجاح مهمة المسبار باركر الشمسي
تعتبر هذه الرحلة، التي تمثل الاقتراب الـ21 من الشمس منذ إطلاق المسبار في عام 2018، خطوة جديدة نحو فهم أعمق للشمس والظواهر التي تؤثر في النظام الشمسي. وأكد العلماء أنهم سيحصلون على بيانات مفصلة من المسبار بحلول أوائل يناير المقبل، مما يبشر بمزيد من الاكتشافات المثيرة.