-

العلاج بركوب الخيل: قوة الشفاء والفوائد

العلاج بركوب الخيل: قوة الشفاء والفوائد
(اخر تعديل 2025-03-22 11:11:41 )
بواسطة

لطالما كانت الخيول رمزًا للقوة والجمال والحرية، ولكن دورها يتجاوز ذلك بكثير. فهي اليوم تمثل جزءًا أساسيًا من أساليب العلاج الحديثة التي تهدف إلى تحسين الصحة الجسدية والنفسية للعديد من الأفراد. من خلال التفاعل المباشر مع الخيل، يمكن للمرضى تحقيق تقدم ملحوظ في قدراتهم الحركية وتعزيز توازنهم النفسي والاجتماعي.

الدكتور إيلي صقر، المختص في العلاج الفيزيائي، قد اكتشف عن قرب هذا التوافق الفريد بين الفروسية والعلاج الحركي. سنوات من تربية الخيول والتعامل معها منحت الدكتور صقر فهمًا عميقًا لتأثير هذه الكائنات العظيمة على الإنسان. ومن هنا، قام بتوظيف شغفه بالخيول في مجاله، مستفيدًا من مزايا ركوب الخيل في إعادة التأهيل الحركي وتحسين جودة حياة المرضى.
البطل الحلقة 23

لماذا الخيل؟

horse therapy

وفقًا لموقع النهار، يتميز العلاج بركوب الخيل بقدرته الفريدة على محاكاة أنماط المشي البشري، مما يعزز من تحفيز العضلات الأساسية ويعزز التوازن الحركي. الحركة المتناغمة للحصان توفر تجربة حسية غنية، مما يساعد المرضى على تطوير إدراكهم الحسي وتعزيز مهاراتهم الحركية.

ولا يقتصر تأثير هذا العلاج الإيجابي على الجانب الجسدي فقط، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية أيضًا. فالتفاعل مع الخيل يمنح شعورًا بالهدوء والراحة، ويعزز القدرة على تقليل التوتر والقلق. كما أن العلاج بركوب الخيل يعزز التواصل غير اللفظي، مما يجعله خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعبير أو الاندماج الاجتماعي.

بهذا الأسلوب المبتكر، يصبح ركوب الخيل أكثر من مجرد رياضة أو هواية، بل أداة فعالة في تعزيز الصحة الشاملة، مقدّمًا للمرضى فرصة لاستعادة الثقة بأنفسهم وتحقيق التوازن بين الجسد والعقل.

ما هو العلاج بركوب الخيل؟

عندما يركب الشخص الحصان، تجري محاكاة حركة الحوض كما يحدث أثناء المشي البشري. هذه الحركة المتناسقة تساعد في تحسين التوازن، إذ يتعين على المريض ضبط جسده باستمرار للحفاظ على استقراره بسبب حركة الحصان في كل الاتجاهات. كما تسهم في تحسين التنسيق الحركي، إذ يساعد التفاعل مع الحصان على تحسين قدرة المريض على التحكم بحركات جسمه. بالإضافة إلى ذلك، يعمل العلاج على تقوية العضلات الأساسية، مما يساعد في تحسين الوضعية.

من الفوائد الأخرى لهذا العلاج تنمية الإحساس بموقع الجسم في الفضاء، وتطوير مهارات التواصل واللغة في حالات معينة، خاصة عند الأطفال.

ما يميّزه عن العلاجات الأخرى

يتميز العلاج بركوب الخيل بالعديد من الجوانب الفريدة، مثل البيئة العلاجية المفتوحة والمتحركة التي تساعد في تقليل التوتر وتحفيز المريض بطريقة ممتعة. تأثير حركة الحصان الثلاثية الأبعاد لا يمكن محاكاته في جلسات العلاج التقليدية.

من الناحية النفسية، يعزز التفاعل مع الحصان الثقة بالنفس والتحفيز، مما يزيد من التزام المريض بالعلاج. ومن أبرز الحالات التي أظهرت استفادة ملحوظة من العلاج بركوب الخيل نجد:

الأطفال المصابون بالشلل الدماغي

تحسّن واضح في التوازن والتحكم بالجذع وزيادة في القوة العضلية والمرونة.

الأطفال المصابون بطيف التوحّد

تحسن في مهارات التواصل الاجتماعي وتقليل القلق وفرط النشاط.

مرضى التصلب المتعدد

تحسّن في التوازن وتقليل التشنجات العضلية.

الأشخاص الذين يعانون من إصابات الدماغ أو السكتة الدماغية

تحسّن في التنسيق الحركي، واستعادة القدرة على التحكم الحركي الدقيق.

الأطفال الذين يعانون من تأخر النموّ الحركي

تسريع اكتساب المهارات الحركية.

فوائد صحّية لعلاج مبتكر

تمثل فوائد العلاج بركوب الخيل مزيجًا فريدًا من الفوائد الجسدية والنفسية والاجتماعية. من أبرز هذه الفوائد تحسين التوازن، وتعزيز التنسيق الحركي، وتقوية العضلات، وتحسين المرونة ونطاق الحركة.

عصبياً، يساعد العلاج على تحسين الإدراك الحسي وتحفيز الجهاز العصبي. ونفسياً، يشمل تقليل التوتر والقلق، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحسين الحالة المزاجية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم هذا العلاج في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي وتعزيز التركيز والانتباه.

حالات طبية تستفيد من العلاج بركوب الخيل

يشمل العلاج بركوب الخيل مجموعة واسعة من الحالات الطبية التي تتطلب تحسين التوازن، التنسيق الحركي، والقوة العضلية. من أبرز هذه الحالات الشلل الدماغي، التصلب المتعدد، إصابات الدماغ أو الحبل الشوكي، السكتة الدماغية، اضطرابات طيف التوحد، ومتلازمة داون.

كما يمكن أن يكون مفيداً في معالجة الحالات النفسية مثل القلق والاكتئاب وPTSD. وقد أظهرت العديد من الدراسات فاعلية هذا العلاج في تحسين المهارات الاجتماعية للأطفال المصابين بالتوحّد، وتحسين المعالجة الحسيّة والإدراكية، بالإضافة إلى تقوية العضلات وتحسين التوازن.

أظهرت إحدى الدراسات التي أنجزها الدكتور صقر وفريقه في الجامعة الأنطونية في لبنان أهمية هذا العلاج في تحسين التوازن وتقوية العضلات.

قصص ملهمة

من بين القصص الملهمة في مركز HopeLand للعلاج بالفروسية، نجد قصة طفل في السابعة يعاني من اضطراب طيف التوحّد. بعد أشهر من العلاج بركوب الخيل، أظهر تحسناً ملحوظاً في تفاعله مع الآخرين وقدرته على التركيز والانتباه، وأصبح أكثر استعدادًا للانخراط في النشاطات الاجتماعية.

وفي حالة أخرى، كانت هناك فتاة صغيرة مصابة بالشلل الدماغي، كانت عاجزة عن السير وتعاني من توتر عضلي دائم. بعد نحو 6 أشهر من العلاج، ظهرت علامات تحسن ملحوظة. تمكنت الفتاة من الجلوس بشكل أكثر استقراراً، وتحسّن توازنها بشكل ملحوظ. ساعد العلاج بحركة الحصان السلسة على تنشيط جهازها العصبي وتحسين التنسيق بين عقلها وجسمها.