كيف أتعامل مع سلوك الضرب عند الأطفال؟

يعد مشهد تصرف الطفل بالضرب تجاه أصدقائه أو حتى أخيه الأصغر مشهداً يسبب إرباكاً للأمهات. العديد من الأمهات يشعرن بالحرج أو القلق من أن يتحول هذا السلوك إلى عادة يصعب التخلص منها. ولكن، ما يجب أن ندركه هو أن لجوء الطفل إلى الضرب لا يعني بالضرورة أنه عدواني بطبعه. في أغلب الأحيان، يكون هذا السلوك تعبيرًا عن مشاعر غير مفهومة أو طريقة للتعبير عن انزعاجه دون أن يعرف كيف يعبر عنه بالكلمات.
في هذا المقال، سنستعرض الأسباب المحتملة وراء سلوك الضرب وكيفية التعامل معه بطريقة هادئة وواعية، بعيدًا عن الصراخ أو العقاب القاسي.
شراب التوت الحلقة 103
كيف أتعامل مع طفلي الذي يضرب الأطفال الآخرين؟

- التعبير عن الغضب أو الإحباط: قد يضرب الطفل لأنه لم يتعلم بعد كيفية التعبير بالكلمات عن انزعاجه أو رفضه.
- تقليد الآخرين: أحيانًا يقوم الطفل بتقليد ما يراه في المنزل أو في الرسوم المتحركة أو حتى بين أقرانه.
- جذب الانتباه: بعض الأطفال يكتشفون أن الضرب يجذب الأنظار إليهم بسرعة، حتى لو كان ذلك من خلال توبيخ.
- نقص المهارات الاجتماعية: الطفل قد لا يعرف كيف يطلب اللعب أو يرفض المشاركة بطريقة مناسبة.
كيف تتعاملين مع الموقف لحظة حدوثه؟
- تدخلي بهدوء وحزم: أوقفي يده فورًا، واجلسي عند مستواه، وانظري في عينيه لتوصلي له رسالة أن هذا السلوك غير مقبول.
- سمي السلوك بوضوح: قولي له: "الضرب ممنوع. نحن نتكلم ولا نؤذي".
- اعرضي البديل: أرشديه إلى كلمات أو تصرفات بديلة مثل: "من فضلك أعطني اللعبة" أو "أنا منزعج".
خطوات عملية لتقويم السلوك على المدى الطويل
إليك بعض الخطوات الإضافية لتعليم طفلك أن الضرب ليس الطريقة الأمثل للحصول على ما يريد:
علميه التعبير بالكلمات
استخدمي معه جُملاً قصيرة تساعده على وصف مشاعره: "أنا غضبان"، "لا أريد".
عززي السلوك الإيجابي
امدحيه حين يتصرف بلطف أو يشارك ألعابه مع الآخرين.
اضبطي بيئة اللعب
إذا كان يشعر بالملل أو الإرهاق، يكون أكثر عرضة للتصرف بعدوانية، فاحرصي على مواعيد نوم منتظمة وأنشطة متنوعة.
كوني قدوة
الأطفال يتعلمون أكثر مما يرون لا مما يسمعون. حافظي على الهدوء في المواقف الصعبة أمامه.
استخدمي القصص والألعاب
القصص المصورة التي تتحدث عن التعاون واللطف وسيلة فعالة لترسيخ السلوك الإيجابي.
متى تستشيرين مختصًا؟
إذا تكرر الضرب بشكل مبالغ فيه، أو صاحبته سلوكيات عدوانية أخرى مثل تكسير الأشياء أو نوبات غضب شديدة، يُفضل استشارة اختصاصي نفسي للأطفال للتحقق من عدم وجود اضطراب يحتاج إلى متابعة.
في النهاية، يجب أن ندرك أن ضرب الطفل للآخرين ليس نهاية العالم، بل هو فرصة لتعليمه مهارات جديدة وتوجيهه إلى طرق صحية للتعبير عن مشاعره. بتفهمك وصبرك وثباتك، سيتعلم صغيرك أن يمد يده للمصافحة واللعب، لا للضرب والإيذاء.