-

كيف نتعامل مع قلق الفحوصات الطبية؟

كيف نتعامل مع قلق الفحوصات الطبية؟
(اخر تعديل 2025-02-03 06:19:36 )
بواسطة

يعتبر الانتظار تجربة مرهقة بحد ذاتها، فما بالك إذا كان هذا الانتظار يتعلق بنتائج فحوصات طبية قد تُغير مجرى حياتك؟ خلال هذه الفترة، تتزايد مشاعر القلق، ويصبح كل يوم بمثابة اختبار للصبر وسط دوامة من التساؤلات والاحتمالات التي لا تنتهي.

في بعض الأحيان، يكون الغموض أصعب من مواجهة الحقيقة نفسها، حيث يبقى العقل مشغولًا بالسيناريوهات المختلفة، متأرجحًا بين الأمل والخوف. والأسوأ من الانتظار لساعات أو أيام، هو أن يمتد هذا الانتظار لسنوات، حيث يواجه بعض الأشخاص مسارًا طويلًا من التشخيصات غير الحاسمة، متنقلين بين أطباء وتخصصات مختلفة، دون أن يجدوا إجابة قاطعة لمعاناتهم الصحية.

ومع كل موعد طبي وكل فحص جديد، يبقى الأمل قائمًا في أن يأتي اليوم الذي يحمل إجابة واضحة، تُبدد القلق وتفتح باب العلاج نحو حياة أكثر طمأنينة واستقرار.

ما هو قلق الفحوصات الطبية؟

قلق الفحوصات الطبية، المعروف أيضًا بمصطلح "Scanxiety"، يعكس شعورًا عميقًا من الشك والخوف الذي يرافق فترات الانتظار. وقد يكون هذا القلق أكثر إرهاقًا في بعض الأحيان من تلقي التشخيص نفسه. توضح الدكتورة كيت سويني، أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا، أن هذا القلق يمكن أن يكون أكثر صعوبة من مواجهة الأخبار السيئة، حيث يدخل الشخص في حالة من الترقب، غير قادر على اتخاذ أي خطوة فعلية.

نصائح لتخفيف القلق في انتظار الفحوصات الطبية

لمواجهة هذه المشاعر، قدمت الدكتورة روزاليند والدكتورة كيت عددًا من الاستراتيجيات الفعالة، وفقًا لما ذكرتاه لموقع Everyday Health:

إعادة صياغة الأفكار السلبية

من المهم البحث عن الصوت الداخلي الداعم وتعزيز التفكير الإيجابي. تمامًا كما يشجع الآباء أطفالهم بعبارات تحفيزية مثل "يمكنك فعلها"، يُنصح بتكرار هذه العبارات لنفسك والابتعاد عن تهويل الأمور، خاصة مع التقدم في الأبحاث الطبية التي وفرت حلولًا للعديد من الأمراض.

اتخاذ خطوات عملية للتحكم في الموقف

يمكن تخفيف مشاعر العجز من خلال اتخاذ إجراءات عملية، مثل مراجعة التأمين الصحي، أو التخطيط لكيفية التعامل مع السيناريوهات المحتملة. على سبيل المثال، إذا كنت تنتظر نتيجة فحص طبي، فقد يكون من المفيد تجهيز الأوراق اللازمة أو التفكير في كيفية إدارة التزاماتك العملية والعائلية في حال احتجت إلى متابعة علاجية.

الانخراط في أنشطة تشغل الذهن

إيجاد أنشطة تتطلب تركيزًا كاملًا يساعد في تقليل التوتر وتشتيت الانتباه عن القلق. يمكن تجربة الطهي، ممارسة الرياضة، مشاهدة الأفلام، أو قراءة الكتب. كما أن التأمل الذهني وتمارين التنفس العميق تعتبر من الأدوات الفعالة التي تساعد على تهدئة العقل والتركيز على اللحظة الحالية بدلاً من القلق بشأن المستقبل.

تجنب المحفزات السلبية

البحث المستمر عن أسوأ الاحتمالات المرضية عبر الإنترنت قد يؤدي إلى زيادة القلق بدلًا من تقليله. لذا، يجب تجنب المعلومات غير الموثوقة والتركيز فقط على المعلومات الصادرة عن الجهات الطبية المختصة.
مجمع 75 الحلقة 251

البحث عن الدعم الاجتماعي

التعامل مع القلق لا يعني مواجهته بمفردك. من الضروري مشاركة المشاعر مع أشخاص داعمين، سواء من العائلة، الأصدقاء، أو حتى مجموعات الدعم عبر الإنترنت. وجود أشخاص يفهمون مخاوفك، ويستطيعون تقديم الحكمة والمنظور الصحيح، يساعدك على التغلب على المخاوف وجعل فترة الانتظار أقل إرهاقًا.

ختامًا، إذا كنت تشعر بقلق الانتظار قبل ظهور نتائج تشخيص مشكلة صحية ما، فتأكد من اتباع النصائح السابقة التي قد تساعدك في تهدئة هذا القلق، وتمكنك من التركيز على ما هو قادم، سواء أكان علاجًا أو اتخاذ إجراء وقائي.