-

كيف تدعمين طفلك في مواجهة القلق؟

كيف تدعمين طفلك في مواجهة القلق؟
(اخر تعديل 2025-06-13 09:11:49 )
بواسطة

كيف تدعمين طفلك في مواجهة القلق؟

يعتبر قلق الأهل على أطفالهم شعورًا طبيعيًا، لكن في السنوات الأخيرة، أصبح هذا القلق يتفاقم ليأخذ شكلًا دائمًا ومتعبًا. خصوصًا في ظل الضغوط النفسية والتغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا اليوم. حيث أظهرت الدكتورة شيريل زيغلر، المتخصصة في الصحة النفسية للأطفال ومؤلفة كتاب "السنوات الحاسمة"، أن المرحلة من الطفولة المتوسطة (من 6 إلى 12 عامًا) تعد فترة حرجة لتطوير الثقة بالنفس وتنظيم المشاعر وبناء الأساس للمرونة النفسية. وما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة هو ليس الكمال أو التفوق، بل الحضور العاطفي الحقيقي من والديه.

إننا اليوم لا نربي أطفالًا فحسب، بل نقوم بذلك تحت ضغط المقارنات الاجتماعية، وزيادة القلق حول الأمان، والمنافسة الأكاديمية المبكرة. كل هذه العوامل تُربك الأهل وتدفعهم للشعور بأن أي لحظة من الهدوء قد تكلف أبناءهم التأخر عن الركب.

خطوات عملية لدعم طفلك

Preview

عندما تشعرين بأن القلق يسيطر على تفكيرك، إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها:

1. سمّي القلق لتتحكّمي به

ما هو الشيء الذي يثير قلقك بالتحديد؟ هل هو افتقاد طفلك للثقة؟ قلة أصدقائه؟ تراجع مستواه الدراسي؟ تحديد مصدر القلق بدقة يمكن أن يساعدك في تقليصه والتعامل معه بشكل أكثر واقعية.

2. ابدئي بتنظيم مشاعرك أنت أولًا

يتعلم الأطفال كيفية تهدئة أنفسهم من خلالنا. إذا كنت تشعرين بالتوتر، فسيشعر طفلك بذلك بشكل فوري. خصصي وقتًا للتنفس العميق، أو المشي، أو كتابة مشاعرك في دفتر. مجرد قولك: "أنا أشعر بالإرهاق الآن، لكنني أعمل على تهدئة نفسي" يمنح طفلك نموذجًا صحيًا لتنظيم المشاعر.

3. ركّزي على العلاقة لا على الإنجاز

إذا كنت قلقة بشأن مهارات طفلك الاجتماعية، ابدأي بعشر دقائق يومية من التواصل الحقيقي. إذا كنتِ قلقة من افتقاره للثقة، ركّزي على تشجيعه على المحاولة بدلاً من التركيز على النتائج. فالمتانة النفسية تُبنى في العلاقات، وليس في التقييمات.

4. كوني أنت النموذج الذي تريدينه لطفلك

إذا كنت ترغبين أن يشعر طفلك بالأمان وأن يحب ذاته كما هو، فابدئي بنفسك. اجتنبي مقارنة نفسك أو طفلك بالآخرين. تقبلي الأخطاء كجزء طبيعي من التعلم، وأظهري له أن التقدم ليس سباقًا، بل رحلة.

في كل مرة تشعرين بأنك تغرقين في دوامة "ماذا لو؟"، ذكّري نفسك:

قلقك هو إشارة إلى حبك، لكن حضورك المتوازن هو ما يحتاجه طفلك فعلاً. الأطفال لا يحتاجون إلى آباء خالين من القلق، بل إلى آباء يستطيعون مواجهة قلقهم والتصرف من منطلق الوعي والحب، وليس من منطلق الخوف.

طفلك بحاجة لأن تطمئنيه أن التحديات التي يواجهها طبيعية، وأنك حاضرة لتعليمه كيف يركب أمواج الحياة بثقة، بدلاً من أن يشعر بالخوف أو الهروب منها.
غرفة لشخصين الحلقة 4