-

كيفية التعامل مع أطفال التوحد بطرق فعالة

كيفية التعامل مع أطفال التوحد بطرق فعالة
(اخر تعديل 2025-09-26 11:11:36 )
بواسطة

عندما تتلقين الخبر المفاجئ بأن طفلك مصاب بالتوحد، قد تشعرين باندفاع من المشاعر المتناقضة، من الصدمة والقلق إلى التساؤلات الكبيرة حول مستقبله. قد تتساءلين: ماذا يعني هذا بالنسبة له؟ كيف سأستطيع التعامل معه؟ هل سأكون قادرة على فهم احتياجاته ودعمه بالطريقة الصحيحة؟ هذه المشاعر طبيعية تمامًا، فالأمومة رحلة مليئة بالتحديات، وخاصة عندما يظهر أمامك مسار غير متوقع.

لكن هناك جانب مشرق في هذه القصة: معرفتك المبكرة بحالة طفلك تمنحك الفرصة لتكوني الداعم الأكبر له، الشخص الذي يوفر له الشعور بالأمان والطمأنينة، والذي يمكن أن يسهم في نموه بثقة واستقلالية. الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد لديهم طرق فريدة لرؤية العالم وفهمه، وقد تكون بعض الأصوات أو التغيرات الصغيرة مرهقة لهم، مما يجعل من الصعب عليهم التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم.

والخبر الجيد هو أن هناك تقنيات واستراتيجيات مثبتة علميًا يمكن أن تساعدك في التواصل مع طفلك، تهدئته، وتعليمه مهارات جديدة بطريقة تناسبه.

طرق علمية مجربة ومدروسة للتعامل مع طفل التوحد

طفل التوحد

إليك هذا الدليل العملي المفصل الذي يشرح كيفية استخدام هذه التقنيات في المنزل والمدرسة، مع شرح مبسط، لتشعري بالثقة وأنك لست وحدك في هذه الرحلة.

1. تقنية العد على الأصابع

تقنية العد على الأصابع أو استخدام الأدوات الملموسة يمكن أن تساعد بعض الأطفال ذوي التوحد على الهدوء والتركيز في المواقف الصعبة. ولكن يجب أن نلاحظ أنها ليست فعالة لجميع الأطفال بنفس الطريقة، بل تعتمد على شخصية الطفل واحتياجاته الحسية.

وفقًا لتقرير صادر عن Autism Educators، يمكن أن يكون العد باليدين نشاطًا منظّمًا يسهم في التركيز الذهني.

كما تشير الدراسات إلى أن الأنشطة الحسية المنظمة تساعد على تخفيف التوتر وتحسين الانتباه.

إليك أبرز ما تقدمه هذه التقنية:

  • توجيه الانتباه: العد على الأصابع يشغل اليدين والعقل معًا، مما يساعد الطفل على تحويل تركيزه من المثيرات المزعجة إلى مهمة محددة.
  • إشغال الحواس بطريقة منظمة: الأطفال الذين يعانون من فرط الحساسية السمعية أو البصرية غالبًا ما يجدون صعوبة في التركيز وسط الضوضاء. العد أو التعامل مع الأدوات الملموسة يوفّر نشاطًا حسيًا تحكمياً.
  • تعزيز السيطرة الذاتية: ممارسة العد تمنح الطفل شعورًا بالتحكم في الموقف، مما يساعد على تقليل الانفعالات.
  • دمجها مع تقنيات أخرى: للحصول على أفضل النتائج، يُنصح بدمج العد مع استراتيجيات بصرية أو مهارات التنفس العميق.

2. استراتيجية "أولاً / ثم"

تُعدّ استراتيجية "أولاً / ثم" من الأساليب الفعّالة في توجيه سلوك الأطفال ذوي التوحد، حيث تحدد المهام المطلوبة أولاً، تليها مكافأة أو نشاط مفضل.

وفقًا لموقع Children’s Autism Services، تُستخدم هذه الاستراتيجية لتقليل مقاومة الأطفال وتعزيز التفاعل الإيجابي.

3. الدعامات البصرية

تُعتبر الدعامات البصرية من الأدوات الأساسية في تعليم الأطفال ذوي التوحد، وتشمل الجداول الزمنية المصورة، الإشارات البصرية، والرموز.

4. نظام تبادل الصور للتواصل (PECS)

هذا النظام يُستخدم لتعليم الأطفال كيفية التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم باستخدام صور ورموز، مما يساعدهم على تطوير مهارات التواصل الفعّالة.

5. القصص الاجتماعية

تُعتبر القصص الاجتماعية أداة فعّالة في تعليم الأطفال كيفية التفاعل في مواقف اجتماعية مختلفة.

6. بطاقات الاختيار

تُعتبر بطاقات الاختيار أداة فعّالة في تعزيز استقلالية الأطفال ذوي التوحد، حيث تُتيح لهم اختيار الأنشطة أو المكافآت المفضلة.

7. المؤقتات البصرية

تساعد المؤقتات البصرية الأطفال على فهم مرور الوقت، مما يُسهل عليهم التكيف مع التغيرات في الروتين.

8. استخدام السماعات

يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للأطفال ذوي التوحد استخدام السماعات، حيث تساعد على تقليل التحفيز السمعي المفرط وزيادة القدرة على التركيز.

تُظهر الدراسات أن استخدام هذه التقنيات بشكل متكامل يُسهم في تحسين مهارات الأطفال ذوي التوحد في مجالات التواصل والسلوك والتفاعل الاجتماعي. من خلال توفير بيئات تعليمية داعمة، نستطيع تمكين هؤلاء الأطفال من تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمشاركة الفعّالة في المجتمع.
بارينيتي الحلقة 85