كيف تهدئ نوبات الغضب عند الأطفال بفعالية
تُعتبر نوبات الغضب لدى الأطفال من التحديات التي يواجهها العديد من الأهالي. في تلك اللحظات التي تملؤها الفوضى والعواطف الجياشة، يشعر الآباء أحيانًا بالعجز أمام عاصفة مشاعر الطفل. فالأطفال، عندما يتعرضون لنوبات غضب، قد يستعملون كل الوسائل الممكنة للتعبير عن مشاعرهم، مما يجعل الأهل يشعرون بالإحباط والعجز عن تهدئتهم. يبدو أن الأمر معقد، حيث يتصرف الطفل بشدة وبصوت عالٍ، في محاولة لجذب الانتباه وإيصال مشاعره.
ومع ذلك، يكشف عالم النفس الدكتور جيفري برنشتاين في مقالة له على موقع psychologytoday، أن بعض العبارات البسيطة يمكن أن تكون بمثابة منارة للإرشاد في هذه اللحظات العصيبة. فهذه العبارات لا تساعد فقط في تهدئة الطفل، بل تعزز أيضًا الشعور بالترابط والتفاهم بين الوالدين والأبناء.
4 نصائح لاستخدام كلمات تهدئة الطفل
يُظهر الدكتور جيفري أهمية اختيار الكلمات المناسبة لتهدئة نوبات الغضب، وإليك بعض النصائح القيمة:
تحكم في مشاعرك الخاصة
عندما يغضب طفلك، قد تشعر برغبة ملحة في إصلاح الوضع بسرعة. ولكن تذكر أن هذه اللحظات هي فرصة رائعة لتعليم طفلك مهارات مهمة تتعلق بالتحكم في مشاعره. بدلاً من الإسراع في تقديم الحلول، حاول أن تبقى هادئًا واستمع لما يقوله. استخدم عبارات مثل "أرى أنك تكافح" ثم امنحه مساحة للتعبير. هذا الاعتراف بمشاعره سيجعله يشعر بأنك تفهمه، مما يمنحه الفرصة لتهدئة نفسه. ومع مرور الوقت، ستساعد هذه الاستراتيجية طفلك على التعامل مع مشاعره بشكل أكثر صحة.
تقديم التعاطف بدلاً من الحلول
ليس كافيًا فقط أن تخبر طفلك أنك ترى أنه يكافح. بل عليك أن تضيف لمسة من التعاطف من خلال عبارات تعبر عن فهمك لمشاعره، مثل "هذا يبدو صعبًا عليك الآن". ستساعد هذه الكلمات البسيطة في جعل الطفل يشعر بأنه مفهوم ومقبول، مما يساعده على تهدئة نفسه بشكل فعال. فالأطفال، حتى أولئك الذين في سن المراهقة، يحتاجون إلى أن يشعروا بأنهم مستقلون ومفهومون.
تشجيع التعبير بعد نوبة الغضب
من المهم جدًا تشجيع طفلك على التحدث عن مشاعره بعد انتهاء نوبة الغضب. سواء كان طفلك صغيرًا أو في مرحلة المراهقة، فإن السماح له بالتعبير عن نفسه يسهم في تخفيف التوتر ويساعده على فهم مشاعره بشكل أفضل. يمكنك بدء الحوار بسؤال بسيط مثل "هل تريد أن تخبرني ماذا كان يزعجك؟" أو "هل هناك شيء يمكنني فعله لمساعدتك على الشعور بالراحة؟".
ليلى مدبلج الحلقة 36
الاستمرارية هي المفتاح
تعتبر الاستجابة الهادئة، والمتسقة، والمستمرة لمشاعر طفلك عندما يغضب بمثابة تدريب له. فكلما رأى ابنك أنك تتفاعلين بنفس الطريقة، يتعلم أن هناك نمطًا يمكن الاعتماد عليه. هذا النمط يساعد على تهدئة الطفل وتقليل حدة نوبات الغضب على المدى الطويل. في الختام، عندما تصبح مشاعر طفلك غير قابلة للإدارة، تذكر أن هذه العبارات الأربع يمكن أن تكون قوية جدًا في تخفيف حدة الغضب، حيث توفر له شعورًا بالأمان والإقرار والاتصال.