-

أفكار عن مشاعر الأمومة الحقيقية

أفكار عن مشاعر الأمومة الحقيقية
(اخر تعديل 2025-07-15 09:19:30 )
بواسطة

تتجلى لحظة ولادة الطفل كواحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في حياة الأم. عندما تحملين طفلك بين يديك لأول مرة، من المتوقع أن تغمرك مشاعر الحب والفرح، وأن تفيض عيناك بالدموع، وتشعري بأنك خُلقت لتكوني أمًا لهذا الكائن الصغير. ولكن ماذا لو لم يكن هذا هو حالك؟ ماذا لو وجدت نفسك تحدقين في وجهه، منتظرة شعورًا عاطفيًا لا يأتي؟

هناك حقيقة تظل غير مُعلنة في كثير من الأحيان، وهي أن العديد من الأمهات يمررن بلحظات صامتة من الفتور العاطفي، حيث يشعرن بالخدر أو حتى باللاشيء. وهذا لا يعني أنكِ فشلتِ في اختبار الأمومة الأول، بل يدل على إنسانيتك.

الرابط العاطفي: رحلة تحتاج إلى وقت

في ثقافة اليوم، تُظهر وسائل التواصل الاجتماعي الأمومة كقصة حب فورية تبدأ من اللحظة الأولى. لكن الواقع يختلف، فالرابط العاطفي لا يُزرع دائمًا في اللحظة الأولى، بل يتطلب وقتًا لينمو، مع كل لمسة وكل لحظة تقضينها مع هذا الكائن الجديد الذي يحتاج إلى التعرف عليه.

أسباب تأخر الارتباط العاطفي

  • تجربة ولادة مؤلمة أو مخيفة، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي.
  • وجود الطفل في وحدة العناية المركزة بعيدًا عنك.
  • مشكلات النوم والإرهاق المستمر.
  • الضغط الناتج عن التوقعات المجتمعية والصور النمطية حول الأمومة.
  • غياب الدعم العاطفي الحقيقي من الشريك أو العائلة.

تذكرين أن هذه الظروف ليست دائمة، بل هي محطات يمكن تجاوزها عندما نمنح أنفسنا الفهم والرحمة.

الخدر العاطفي: ليس علامة على البرود

عندما لا تشعرين بـ"الدفء المفترض"، قد تجدين نفسك في دائرة من الصمت، تخشين من البوح بمشاعرك الحقيقية، وتغرقين في شعور بالذنب. لكن الحقيقة هي أن ما تمرين به لا يؤثر على قدرتك كأم، بل يعكس تعبًا حقيقيًا يحتاج إلى رعاية.

نصائح للأمهات اللاتي لم يشعرن بالارتباط مع أطفالهن

  • امنحي نفسك الإذن بعدم الشعور الآن، لا تضغطي على نفسك، فقط كوني موجودة.
  • احملي صغيرك، تحدثي إليه، غنّي له، حتى لو لم تشعري بشيء. القرب يساعد في خلق المشاعر مع الوقت.
  • خذي قسطًا من الراحة كلما استطعت، حتى لو كانت خمس دقائق فقط.
  • تحدثي بصراحة مع من تثقين بهم، سواء كانت صديقة أو طبيبة أو معالجة نفسية. فالكلمات تُحدث فرقًا كبيرًا.

رسالة للمحيطين بالأمهات

توقفوا عن افتراض أن الأم تكون دائمًا سعيدة. قد تبتسم الأم بدافع المجاملة، لكنها في داخلها تبحث عن من يفهمها. اسألوها: "كيف حالك حقًا؟" و"كيف تشعرين اليوم؟" و"هل هناك شيء يمكنني فعله؟"
السعادة العائلية الحلقة 6

لا تحكموا، لا توبخوا، فقط كونوا حاضرين، حتى وإن كان ذلك بالصمت.

الأمومة ليست لحظة سحرية تُشعل الحب من الوهلة الأولى، بل هي رحلة تتكون من تفاصيل صغيرة، من صبر ووقت ودفء ينمو ببطء. لا بأس إذا لم تأتِ المشاعر دفعة واحدة؛ فالحب لا يحتاج إلى إعلان مبكر، بل يحتاج إلى قلب مفتوح.

تذكري، أنتِ أم كافية حتى وإن تأخرتِ في الشعور بذلك. فقط لا تنسي أن تمنحي نفسك نفس العطف الذي تحاولين منحه لصغيرك.