إيهاب نافع: حياة فنان ومقاتل استثنائي

في مثل هذا اليوم، السابع من يناير، نتذكر بعمق حياة الفنان المصري إيهاب نافع، الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم السينما المصرية. لم يكن نافع مجرد ممثل موهوب، بل كان أيضاً طياراً مقاتلاً وضابط مخابرات، مما جعله شخصية فريدة في تاريخ الفن المصري، حيث امتزجت مغامراته الفنية بحياته الشخصية والوطنية.

إيهاب نافع.. مسيرة مليئة بالتميز بعد تحقيق حلم الطيران

وُلد محمد إيهاب نافع في الأول من سبتمبر عام 1935 بحي الموسكي في القاهرة، في أسرة عسكرية حيث زرع فيه حب الطيران منذ الصغر. تخرج نافع من الكلية الجوية عام 1955، وبدأ مسيرته كطيار مقاتلات، لكن حياته كانت تحمل له مسارات أخرى غير متوقعة.

التمثيل بالصدفة: من الطائرة إلى الشاشة

دخل إيهاب نافع عالم التمثيل بشكل غير متوقع في عام 1963، عندما شارك في فيلم "الحقيقة العارية" إلى جانب الفنانة ماجدة الصباحي، التي أصبحت فيما بعد زوجته. على الرغم من نجاحه الباهر في هذا العمل، كان نافع يصر على أنه طيار أولاً وأخيراً، واصفاً مسيرته التمثيلية بأنها "خطوة عارضة". ومع ذلك، استطاع أن يترك أثراً واضحاً في السينما من خلال أفلام مميزة مثل "الراهبة" و"النداهة".

علاقة حب جمعت بين الشاشة والحياة

لم يكن فيلم "الحقيقة العارية" مجرد عمل فني، بل كان بداية قصة حب رائعة بين إيهاب نافع وماجدة الصباحي. تزوج الثنائي بعد علاقة عاطفية أثارت اهتمام الوسط الفني، لكن الحب لم يستمر طويلاً، حيث انفصلا بعد عدة سنوات. وصف نافع علاقته بماجدة بأنها مليئة بالتفاهم حتى بعد الطلاق، بينما كانت ماجدة تشير إلى أنها كانت تجربتها الحقيقية في الحب.

إيهاب نافع.. زيجات متعددة

تحدثت ابنته غادة نافع في برنامج تلفزيوني عن جوانب من حياة والدها، وكشفت عن أنه تزوج أكثر من 10 مرات. من بين زيجاته، كانت زواجه من الفنانة ماجدة الصباحي البداية لعلاقة عاطفية استثنائية. بعد انفصاله عنها، تزوج من سيدة أسترالية أنجب منها طفلين، ثم تزوج من صحافية خليجية، وسيدة أمريكية من أصل ألماني، وأيضاً سيدة أردنية.
خفايا القلوب 5 الحلقة 18

الوجه الآخر

بعيداً عن الأضواء، كان إيهاب نافع يؤدي أدواراً هامة كضابط مخابرات، حيث استغل مهاراته وعلاقاته لدعم بلاده. على الرغم من انشغاله بحياته العسكرية والاستخباراتية، قدم مجموعة من الأفلام التي أصبحت جزءاً من تاريخ السينما المصرية، مثل "شيء في حياتي" و"دموع صاحبة الجلالة". كانت أدواره دائماً تعكس شخصيته الجذابة بين الرقي والجرأة.

الرحيل وخلود الاسم

في 7 يناير 2006، رحل إيهاب نافع عن عالمنا عن عمر ناهز 71 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً غنياً يمتد بين الطيران، السينما، والمخابرات. في ذكراه، يبقى اسمه محفوراً في الذاكرة، ليس فقط كنجم سينمائي، بل كرمز للشجاعة والإبداع والقدرة على التميز في مجالات متعددة.