تفاصيل مؤثرة من حياة نشوى مصطفى

تحدثت الفنانة نشوى مصطفى عن اللحظات المؤلمة التي عاشتها أثناء وداع زوجها الراحل، الذي فارق الحياة في ديسمبر الماضي. وقد أكدت أنها شهدت لحظات خروج روحه، وحرصت على النزول إلى قبره بعد دفنه لتودعه بلمسة إنسانية مؤثرة.
اكتشاف المرض بالمصادفة
تحدثت نشوى عن الصدفة التي قادتها لاكتشاف مرض زوجها، قائلة: "كنت برفقة ابنتي التي كانت حاملًا عندما طلب منها الطبيب إجراء بعض التحاليل الطبية. فاقترحت عليها أن يأتي فريق التحاليل إلى المنزل لإجراء الفحوصات لي ولزوجها في الوقت نفسه. وبعد تردد، وافق زوجي، لكن النتائج كانت صادمة، حيث أظهرت ارتفاعًا كبيرًا في إنزيمات الكبد لديه."
وتابعت: "بعد مجموعة من الفحوصات، اكتشفنا أنه مصاب بتليف الكبد في مراحله الأخيرة، دون أن تظهر عليه أي أعراض مسبقة. بعد ثمانية عشر يومًا فقط من التشخيص، قال لي إنه سيذهب لينام، وفجأة بدأ يتقيأ دمًا، وانهارت قواه."
وأضافت: "في لحظاته الأخيرة، نطق بكلمة يا رب مرتين، واستقبل القبلة وابتسم، ثم أسلم الروح على كتفي. رأيت بخطى عيني خروج روحه، وكنت أردد الشهادتين، وفجأة، بدا وكأن ملامحه عادت إلى شبابه، كما كان في فترة خطوبتنا، بلا تجاعيد."
النزول إلى القبر وشمّ رائحة المسك
تحدثت نشوى مصطفى عن تجربتها الفريدة أثناء دفن زوجها، قائلة: "شعرت برغبة قوية في معرفة إحساسه وهو في هذا المكان، فنزلت إلى القبر وتمددت مكانه، وفجأة شعرت برائحة مسك قوية جدًا."
أنا أم 2 الحلقة 251
وأضافت: "عندما سألت حفار القبور عن الرائحة، أكد أنه لاحظها أيضًا، وأخبرني أن المكان واسع ويبعث منه رائحة طيبة، لكنه نصحني بأن ما أفعله لا يجوز، فنهضت على الفور."
حاضر رغم الغياب: لا يزال يعيش معي
أكدت نشوى مصطفى أنها لا تزال تشعر بوجود زوجها في حياتها، موضحة: "لا تزال رائحته عالقة بسجادة صلاته، وعندما أخرج من المنزل، أخاطبه قائلة: أنا نازلة يا عماد ، وعند عودتي أقول له: أنا رجعت . بل إنني ذات مرة كنت في المطبخ وسمعت صوت سعاله من داخل غرفة النوم."
وأوضحت: "كنت أتساءل لماذا بقيت أنا ورحل هو، رغم أنني مريضة قلب وأجريت جراحة لتركيب ثلاث دعامات، لكنني أدركت لاحقًا أن الله أراد أن يعلمني أنه هو السند الحقيقي، وليس البشر، وأصبحت أجد السكينة في التقرب إليه."
رحلة كفاح طويلة.. من العتبة إلى التمثيل
استعادت نشوى مصطفى ذكريات طفولتها وبداياتها الصعبة في مشوارها الفني، قائلة: "نشأت في حي شبرا، وكان والدي يعمل سائقًا في المصانع الحربية. رغم ظروفه الصعبة، أصرّ على تعليمنا، حيث كنّا خمسة إخوة."
وأضافت: "كنت الأولى على الجمهورية في المرحلة الابتدائية الأزهرية، ثم التحقت بكلية التجارة في جامعة عين شمس، ولكن حلمي كان التمثيل. عملت في بيع الملابس بسوق العتبة، وبعد تخرجي، كنت أبيع السندوتشات لأتمكن من دفع مصاريف دراستي في معهد الفنون المسرحية."
وتابعت: "انضممت إلى المسرح الجامعي تحت إشراف الفنان أحمد عبد العزيز، رغم معارضة والدي الذي أخبرني أن تحقيق حلمي سيعني أن أحد إخوتي سيتوقف عن استكمال تعليمه، فقررت أن أعتمد على نفسي وأتحمل تكاليف دراستي."
علاقة خاصة بالله: أطلب منه الكثير دون خجل
اختتمت نشوى مصطفى حديثها بتأكيد عمق علاقتها بالله، قائلة: "أنا دائمًا ما أخاطب الله وأطلب منه الكثير، وأحيانًا أشعر بالخجل من كثرة الطلبات، لكنه هو الغني، وخزائنه لا تنفد.. وعندما تسرقني الدنيا، أعود إليه سريعًا."