إنفلونزا A والحمل: المخاطر والحماية
تُعتبر الإنفلونزا من الأمراض الشائعة التي تصيب الملايين حول العالم، ولكنها تحمل في طياتها مخاطر خاصة للنساء الحوامل. هناك أربعة أنواع رئيسية من فيروس الإنفلونزا: أ، ب، ج، د، ومن بين هذه الأنواع، يُعتبر النوع أ الأكثر شيوعًا. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تمثل حالات الإنفلونزا من النوع أ حوالي 77٪ من جميع الحالات المُبلغ عنها في عام 2023.
تتعرض النساء الحوامل لخطر أكبر للإصابة بالنوع أ من الإنفلونزا، مما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات طبية خطيرة. وعندما تصاب الحامل بالإنفلونزا، فإنها قد تحتاج إلى دخول المستشفى بشكل أكبر مقارنة بالسيدات غير الحوامل. إضافة إلى ذلك، يُمكن أن تؤثر الإصابة بالإنفلونزا على صحة الجنين النامي، مما يجعل الحصول على لقاح الإنفلونزا أمرًا بالغ الأهمية.
أعراض إنفلونزا A خلال الأشهر الأولى من الحمل
خلال الأشهر الأولى من الحمل، يمكن أن تشمل أعراض الإنفلونزا من النوع أ ما يلي:
- حمى تصل إلى 38 درجة مئوية
- قشعريرة
- التهاب الحلق
- سعال
- احتقان الأنف
- آلام الجسم أو العضلات
- صداع
- تعب عام
- تقيؤ
- إسهال
هل الإنفلونزا A تؤثر على صحة الجنين؟
تشير الدراسات إلى أن إصابة الحامل بالإنفلونزا قد تكون ضارة للجنين. ومن الأعراض الشائعة المرتبطة بالإنفلونزا هو الحمى، والتي قد تُرتبط بعيوب الأنبوب العصبي ومضاعفات أخرى قد تضر بالجنين.
أظهرت الأبحاث أن الإصابة بالإنفلونزا من النوع أ أثناء الحمل قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات، مثل:
- الاحتياج إلى دخول المستشفى
- الولادة المبكرة (قبل 37 أسبوعًا)
- زيادة خطر الوفاة في حالات نادرة
إذا كانت المرأة الحامل تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، فقد يزداد خطر تعرض طفلها لمشكلات خلقية، مثل تشوهات الأنبوب العصبي وتغيرات في قلب الجنين.
هل يمكن أخذ لقاح الإنفلونزا أثناء الحمل؟
بالتأكيد، من الضروري أن تحصل النساء الحوامل على لقاح الإنفلونزا. إذ يُعتبر هذا اللقاح وسيلة فعالة لحماية الأم وجنينها من مخاطر الإصابة بالإنفلونزا من النوع أ.
تشير الأدلة إلى أن لقاحات الإنفلونزا آمنة أثناء الحمل، حيث توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها واللجنة الاستشارية لممارسات التطعيم بالتطعيم خلال أي ثلث من الحمل. الحصول على لقاح الإنفلونزا يُعد من أهم الخطوات لحماية النفس والجنين.
دراسة أجريت في عام 2018 أوضحت أن تلقي اللقاح أثناء الحمل يمكن أن يقلل من خطر دخول المستشفى بسبب الإنفلونزا بنسبة 40٪. كما يمكن أن يحمي الأطفال خلال الأشهر الأولى بعد الولادة من الإنفلونزا.
أفضل طرق علاج الإنفلونزا أثناء الحمل بأمان
عند تشخيص الإنفلونزا مبكرًا، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات، مثل أوسيلتاميفير (تاميفلو). ورغم أن هذه الأدوية لا تعالج الإنفلونزا بشكل مباشر، إلا أنها قد تساعد في تخفيف الأعراض.
يمكن تناول الأدوية التالية بأمان أثناء الحمل:
- أسيتامينوفين (تايلينول) لتخفيف الأعراض، خاصة الحمى.
- ديكستروميثورفان (روبيتوسين أو ديلسيم) للسعال.
- غايفينيسين (موسينكس) للمساعدة في تخفيف أعراض الجهاز التنفسي.
يمكن أيضًا علاج الإنفلونزا في المنزل، لذا يجب على الحامل أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وشرب الكثير من السوائل، وتناول الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين.
كيف تحمي الحامل نفسها من الإصابة بالإنفلونزا A؟
للوقاية من الإنفلونزا أثناء الحمل، يُنصح باتخاذ تدابير وقائية، على رأسها تلقي لقاح الإنفلونزا والعمل على تعزيز المناعة. ومن الإجراءات الأخرى التي يجب اتباعها:
المدينة البعيدة مترجم الحلقة 9
- تجنب الاتصال بالأشخاص المرضى.
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
- تجنب لمس العينين أو الأنف.
- غسل اليدين جيدًا وبشكل متكرر.
- تنظيف الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
- استخدام المطهرات في العمل.
في ختام هذا المقال، يُعتبر لقاح الإنفلونزا للحامل أمرًا غاية في الأهمية لحماية الأم وجنينها من المضاعفات المحتملة. بتلقي اللقاح، يمكن تعزيز المناعة وضمان سلامة الحمل.
