دعامة مبتكرة لتحسين تدفق الدم وعلاج آلام الصدر

أظهرت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "مايو كلينك" أن دعامة جديدة مصممة على شكل ساعة رملية قد تُسهم في تحسين تدفق الدم، مما يساعد على تخفيف الألم الشديد في الصدر لدى المرضى المصابين بمرض الأوعية الدقيقة القلبية. هذه النتائج تقدم بصيص أمل جديد للعديد من المرضى الذين يعانون من هذا المرض المعقد.

تخفيف آلام الصدر

شملت الدراسة 30 مريضًا خضعوا لتجربة سريرية من المرحلة الثانية، وقد أبدى 76% منهم تحسنًا ملحوظًا في قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية. بعض المرضى الذين كانوا يواجهون صعوبة في صعود السلالم أو المشي لمسافات قصيرة بسبب آلام الصدر، استطاعوا ممارسة هذه الأنشطة بعد انتهاء التجربة التي استمرت لمدة 120 يومًا.

كما أظهرت المؤشرات السريرية تحسنًا كبيرًا في تدفق الدم للأوعية الدقيقة في القلب، وفقًا للنتائج التي نُشرت في مجلة Journal of the American College of Cardiology: Cardiovascular Interventions.

مرض الأوعية الدقيقة.. تحديات وأعراض

يُعتبر مرض الأوعية الدقيقة حالة طبية تؤثر فيها الأوعية الدموية الصغيرة في القلب، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب. وهذا يسبب آلامًا في الصدر تُعرف بالذبحة الصدرية، والتي قد تكون شديدة وتؤثر سلبًا على جودة حياة المرضى.

تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 40% من المرضى الذين يخضعون لتصوير الشرايين التاجية لتشخيص آلام الصدر تكون أوعيتهم سليمة، بينما 66% منهم يعانون من مرض الأوعية الدقيقة التاجية، وهي حالة تُعد أكثر شيوعًا بين النساء. من العوامل المساهمة في هذا المرض ارتفاع ضغط الدم، السكري، والسمنة.

تحديات علاج هذا المرض ليست بالسهلة، إذ تقتصر الخيارات الحالية على تحسين الأعراض عن طريق الأدوية أو تغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

تصميم مبتكر لمعالجة السبب الجذري للألم

على عكس الدعامات التقليدية الأسطوانية المستخدمة لعلاج انسدادات الشرايين الكبيرة، تتميز الدعامة الجديدة بتصميم فريد على شكل ساعة رملية، حيث تضيق في وسطها. هذا الشكل يساهم في زيادة الضغط العكسي داخل الأوعية الدقيقة، مما يساعد في إعادة توزيع الدم وتحسين تدفقه.

وقال الدكتور أمير لرمان، طبيب القلب في مايو كلينك والمؤلف الرئيس للدراسة، إن المرضى الذين شاركوا في التجربة كانوا يعانون من ذبحة صدرية مزمنة تؤثر بشكل كبير على أنشطتهم اليومية. وأضاف: "إلى جانب تخفيف آلام الصدر، أظهرت الدراسة أن هناك ارتباطًا بين تحسين تدفق الدم وتحسين جودة الحياة لدى المرضى، مما يعكس فعالية الدعامة في معالجة المشكلة الجذرية لتدفق الدم."

نتائج مبشرة ومجال مفتوح لمزيد من البحث

رغم النتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها، لم يشعر جميع المرضى بتحسن؛ إذ إن حوالي 20% إلى 30% من المشاركين لم يلاحظوا تحسنًا في آلام الصدر، مما يُبرز الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم الاختلافات في استجابة المرضى.

ويؤكد الدكتور لرمان على أهمية الدراسات المستقبلية لفهم التأثيرات طويلة الأمد لهذه الدعامة المبتكرة وتحديد الفئات التي قد تستفيد منها بشكل أكبر.

تمثل هذه الدراسة خطوة واعدة نحو تطوير علاجات جديدة لأحد الأمراض القلبية المعقدة، مما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين حياة المرضى الذين لم يكن لديهم خيارات فعالة سابقاً لتخفيف آلامهم وتحسين جودة حياتهم.
فريد 3 مدبلج الحلقة 411