المشي المتقطع: الطريقة الأكثر فعالية لحرق السعرات

أظهرت الأبحاث الأخيرة التي أجراها العلماء أن المشي المتقطع، والذي يتضمن فترات من الراحة القصيرة، قد يكون أكثر كفاءة في حرق السعرات الحرارية مقارنة بالمشي المستمر. هذا الاكتشاف أثار العديد من التساؤلات حول المفهوم التقليدي الذي يفضل المشي المستمر لتحقيق أفضل النتائج الصحية.
المشي المستمر مقابل المشي المتقطع: أيهما أكثر فعالية؟

بحسب موقع Everydayhealth، قام الباحثون بإجراء دراسة على مجموعة من البالغين الأصحاء لقياس تأثير كل من المشي المستمر والمشي المتقطع. تم ذلك من خلال تتبع كمية استهلاك الأكسجين أثناء التمرين في كلا الحالتين، وتم الوصول إلى نتيجة أن المشي المتقطع يزيد استهلاك الأكسجين بنسبة تتراوح بين 20 إلى 60% مقارنة بالمشي المستمر.
لماذا يحرق المشي المتقطع المزيد من السعرات الحرارية؟
تشير الدراسة إلى أن السبب الرئيسي وراء زيادة حرق السعرات الحرارية في المشي المتقطع يعود إلى استجابة الجسم للتغيرات المفاجئة في وتيرة الحركة. عندما يبدأ الشخص بالمشي بعد فترة من الراحة، يحتاج الجسم إلى طاقة إضافية لتسريع الحركة من حالة السكون إلى السرعة المطلوبة. هذه الزيادة في الطاقة تتطلب استهلاكًا أكبر للأكسجين، مما يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية.
يمكن تشبيه الأمر بقيادة السيارة؛ حيث إن التسارع من سرعة صفر إلى سرعة عالية يستهلك وقودًا أكثر بكثير من الحفاظ على سرعة ثابتة. وبالمثل، يتطلب بدء الحركة بعد فترة من الراحة طاقة أكبر من الحفاظ على وتيرة ثابتة.
فوائد فترات الراحة القصيرة خلال المشي
تتيح فترات الراحة القصيرة للجسم فرصة للتعافي جزئيًا، مما يمكن الشخص من بذل جهد أكبر في الجولات التالية من المشي. وبالتالي، يصبح المشي المتقطع أكثر كثافة، مما يزيد من إجمالي حرق السعرات الحرارية. وعلى عكس المشي المستمر، يتأقلم الجسم مع الوتيرة الثابتة، مما يقلل من استهلاك الأكسجين بمرور الوقت. بينما في المشي المتقطع، يبقى الجسم في حالة "تحدٍ" مستمرة، مما يجبره على استهلاك المزيد من الطاقة وحرق المزيد من السعرات الحرارية.
قيود على الدراسة

تم إجراء هذه الدراسة على عدد محدود من المشاركين، مما قد يجعل النتائج غير قابلة للتعميم على جميع الأشخاص. كما أن المشاركين كانوا من الشباب الأصحاء، مما قد لا يعكس النتائج لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية تجعل التنفس أو ممارسة الرياضة أمراً صعباً.
تؤكد الدكتورة آدا تانج، أستاذة العلاج الفيزيائي في جامعة ماكماستر، أن استفادة الأشخاص من فترات المشي القصيرة تعتمد على مدى صعوبة الجهد المبذول. يجب أن تكون الحركات قوية بما يكفي لتحقيق "الكثافة العالية" التي تميز تدريبات HIIT (التدريب المتقطع عالي الكثافة). إذا دفع الشخص نفسه للمشي بشكل أسرع أو بوتيرة أكثر نشاطًا، فإن بإمكانه حرق المزيد من الطاقة.
العبقري مترجم الحلقة 26