رحلة جيني إسبر: من التحديات إلى النجومية

فتحت الفنانة السورية جيني إسبر قلبها في حوار صريح، حيث تحدثت عن محطات حياتها المهنية والشخصية. انطلقت من بداياتها الصعبة، مرورًا بتجربتها في عالم التمثيل، وصولاً إلى رؤيتها الحالية للوسط الفني وما يواجهه من تحديات.
من عروض الأزياء إلى كاميرا "مرايا"
استعادت جيني في بودكاست "مع نور الدين" ذكريات انطلاقتها الفنية، مشيرة إلى أن دراستها في كلية التربية الرياضية لم تكن لتقودها تلقائيًا نحو التمثيل. لكنها كانت تحمل حلمها في قلبها منذ البداية.
وروت كيف سنحت لها أول فرصة بعد مشاركتها في عرض أزياء حضره الفنان ياسر العظمة، حيث طلبت منه مباشرةً أن يمنحها دورًا. وبعد فترة، تم اختيارها لتشارك في إحدى لوحات "مرايا"، وكانت تلك البداية التي أرادت أن تتذكرها دائمًا.
واستذكرت جيني أول مشهد لها، حيث أدت دور مذيعة تُصاب بانهيار عصبي وتُنقل إلى مستشفى للأمراض العقلية. قالت: "قال لي المخرج المنفذ، الليث حجو، عندما نقول (أكشن) خدي (إس) وقولي الحوار. لكن بما أنني كنت مبتدئة، قلت حرفيًا: إس والحوار"، مما تسبب بموجة ضحك داخل موقع التصوير.
كما أوضحت أن لغتها العربية لم تكن قوية في البداية كونها من مواليد أوكرانيا، ولهجتها اللاذقانية أثرت على أدائها. وقد كان يُطلب منها التخفيف منها، لكنها تقول "بعدين استسلموا، وصرت أحكي متل ما بدي".
المهنة تحتاج إلى تنظيف.. وعفويتي خربت عليّ
عبّرت إسبر عن أسفها لحال الوسط الفني اليوم، مؤكدة أن "مهنة التمثيل يجب أن تنظف نفسها لترجع إلى أصلها النقي"، بعيدًا عن الحسد والمجاملات والمحسوبيات التي تفسد الإبداع. وقالت "الممثل الحقيقي يجب أن يكون في مكانه الصحيح دون محسوبيات".
ووصفت جيني نفسها بأنها عفوية وبسيطة، وأعربت عن اعتقادها بأن هذا الجانب كان سببًا في عرقلة بعض الفرص الفنية. أوضحت "التمثيل اليوم لم يعد مقتصرًا على ما يحدث أمام الكاميرا، بل يجب أن تمثل في حياتك، لأن المخرجين صاروا يفضلوا من يمتلكون بريستيج وثقة عالية، وليس الشخص العادي الذي يتصرف بطبيعته".
عن الاكتئاب والانفصال
تحدثت جيني بصراحة عن فترة الانفصال، قائلة "بعد الانفصال كنت أمًّا لبنت صغيرة، والحياة ضغطتني جدًا، فدخلت في حالة اكتئاب سببها الخوف". وأشارت إلى أنها لجأت لطبيب نفسي، لكن ما أنقذها كان "إيماني بالله، ودعم أهلي وأصدقائي".
وقالت جيني إن شعورها الحقيقي بالنجومية بدأ بعد مشاركتها في أربع لوحات من مسلسل "مرايا" عام 2001، لكن الانتشار الجماهيري الواسع تحقق بدور "ميديا" في مسلسل "صبايا"، الذي ترك بصمة واسعة في قلوب الجمهور.
وانتقدت طريقة اختيار الممثلين اليوم، معتبرة أن "الموهبة وحدها لم تعد كافية". وأشارت إلى أن "اليوم يبحثون عن نجم الترند، الذي لديه عدد كبير من المتابعين، حتى لو لم يكن لديه موهبة. وصار الذي يعرف كيف يسوّق نفسه، يبيع العمل باسمه".
شريك الحياة: الحنان والسند
وعن صفات شريك حياتها المستقبلي، قالت جيني إنها تبحث عن رجل "حنون، كريم بالعاطفة والفكر، ويكون سند حقيقي". مضيفة "تعبت من المسؤوليات، وبتمنى ألاقي شخص يشاركني الحمل ويمنحني مساحة من الحرية".
غرفة لشخصين الحلقة 4
وفي ختام اللقاء، قالت جيني "تجربة الزواج والانفصال علمتني درس كبير، هو إن الواحد لازم يدرس كل تفصيلة قبل ما ياخد قرار مصيري، لأن الانفصال ليس سهلًا، وليس مجرد ورقة يتم توقيعها".