قضية ماكرون وزوجته: معركة قانونية مثيرة

في حدث بارز يُعبر عن تداخل السياسة والإعلام، أعلنت السيدة الأولى الفرنسية، بريجيت ماكرون، عن استعدادها لتقديم الأدلة أمام محكمة أمريكية لدحض المزاعم التي اعتبرتها "صادمة ومهينة". يأتي هذا الإعلان ضمن دعوى تشهير رفعتها هي وزوجها، الرئيس إيمانويل ماكرون، ضد المعلّقة الأمريكية المعروفة، كانديس أوينز، التي زعمت أن بريجيت وُلدت رجلاً قبل أن تتحول جنسياً.
تفاصيل الدعوى القضائية ضد كانديس أوينز
قام الزوجان ماكرون برفع دعوى قضائية في ولاية ديلاوير، تتكون من 218 صفحة، ضد أوينز التي تمتلك ملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي. تتهم الدعوى أوينز بنشر "أكاذيب خطيرة ومسيئة"، تشمل ادعاءات تمس الهوية الشخصية والعائلية للسيدة ماكرون. وقد صرح المحامي توم كلير بأن ماكرون وزوجته لجآ إلى القضاء بعد محاولات متكررة لإقناع أوينز بالتراجع عن مزاعمها.
ما الأدلة التي ستقدّمها بريجيت ماكرون للمحكمة؟
وفقاً لمحامي العائلة، فإن الأدلة التي سيتم تقديمها في المحكمة تشمل:
- صور فوتوغرافية قديمة تُظهر بريجيت ماكرون أثناء الحمل مع أطفالها.
- شهادات علمية من خبراء في المجال الطبي لدحض الادعاءات.
وأشار توم كلير إلى أن هذه الخطوة قد تكون مؤلمة، لكنها ضرورية لوضع حد للتشهير المستمر.
كيف بدأت الشائعات ضد بريجيت ماكرون؟
تعود جذور هذه المزاعم إلى مقال نُشر في عام 2021 في مجلة Faits et Documents. وعلى الرغم من أن المقال لم يحظَ بانتشار واسع في البداية، إلا أن الشائعات عادت للظهور بعد أن تناولتها المدونتان ناتاشا راي وأماندين روي في فيديو عبر يوتيوب، والذي حقق شهرة واسعة. لاحقاً، تبنت أوينز هذه النظرية، مدعية أن بريجيت وُلدت باسم "جان ميشيل تروجنيوكس" قبل أن تتحول جنسياً في الثلاثين من عمرها.
رد فعل ماكرون على الادعاءات
وصف الرئيس الفرنسي وزوجته هذه الادعاءات بأنها "حملة إذلال عالمية" تستند إلى الأكاذيب وتهدف إلى التنمر والتشويه المتعمد. وأكد الزوجان في بيان مشترك أنهما قدما كل الفرص للسيدة أوينز للتراجع عن مزاعمها، لكنها رفضت. لذلك، لم يعد أمامهما سوى اللجوء إلى القضاء لحماية سمعتهما وعائلتهما.
سيوف العرب الحلقة 11
لماذا تمثل القضية إزعاجًا للرئيس الفرنسي؟
على الرغم من تأكيد فريق الدفاع أن هذه المزاعم لم تؤثر بشكل مباشر على عمل إيمانويل ماكرون السياسي، إلا أنها بلا شك تُمثل تشتيتًا غير مرغوب فيه. هذه القضية تضع الرئيس وزوجته تحت ضغط إعلامي وشخصي هائل، حيث تفرض على السيدة الأولى عرض تفاصيل شخصية وحميمة أمام الجمهور.
كانديس أوينز وموقفها من القضية
تصر أوينز على موقفها، مؤكدة أنها استندت إلى ما وصفته بـ "تحقيق شامل" أجرته المدونة الفرنسية ناتاشا راي. وأعلنت عبر حساباتها أنها "تجازف بسمعتها المهنية" من أجل هذه النظرية، رافضة التراجع رغم الدعاوى القضائية.
ما الذي قد يترتب على هذه القضية قانونيًا؟
في حال حكمت المحكمة لصالح ماكرون وزوجته، قد تواجه أوينز تعويضات مالية كبيرة، بالإضافة إلى عقوبات محتملة مرتبطة بالتشهير المتعمد. بينما إذا تم رفض الدعوى، فقد يُشجع ذلك على المزيد من الجدل والاتهامات عبر المنصات الإعلامية والاجتماعية.