منة شلبي: قصة إبداع وشغف لا ينتهي

عبرت الفنانة منة شلبي عن سعادتها الغامرة بتكريمها في مهرجان الجونة السينمائي، حيث حصلت على جائزة الإنجاز الإبداعي. أكدت أن هذا التكريم كان له أثر عميق في نفسها، مشيرة إلى أن المشاعر التي انتابتها لا يمكن وصفها بالكلمات.
وفي حديثها، قالت منة: "كلمة إبداعي كانت كبيرة عليّ، لأن جزءًا كبيرًا من حياتي مكرس للعمل. لقد بدأت مشواري الفني منذ أن كنت في السادسة عشر من عمري، وإذا كان هناك أي ارتباط في حياتي فهو ارتباطي بالفن.. لقد تزوجت شغلي طوال حياتي."
علاقة خاصة بين منة شلبي وأعمالها
خلال لقائها في برنامج "الصورة" مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة "النهار"، أوضحت منة أنها تعيش مع كل شخصية تجسدها كأنها أحد أبنائها. وتابعت قائلة: "كل دور أؤديه بمثابة ابني، أراعيه وأمنحه وقتًا ومساحة أكبر مما أخصص لنفسي، من لحظة الموافقة على الدور وحتى الانتهاء من تصويره."
وأكدت أن مسيرتها الفنية مرت بمراحل عديدة، حيث بدأت بالتجربة قبل أن يصبح التمثيل شغفها الأول ومهنتها الحقيقية.
تعلمت الصلابة من والدتي
تحدثت منة عن تأثير والدتها، الفنانة زيزي مصطفى، في حياتها، مشيرة إلى أنها نشأت في بيت يعشق الفن. وقالت: "عشقي للفن بدأ منذ الصغر، حيث كنت أستمع لأغاني أم كلثوم وعبد الحليم، وكانت لدينا مكتبة أفلام ضخمة. الثقافة السينمائية أصبحت جزءًا من حياتنا."
وأضافت: "أمي كانت سيدة قوية وصلبة، مثلت وأنتجت ورقصت، وفي نفس الوقت كانت تدير المنزل بكل كفاءة. أتمنى أن أكون قد ورثت صلابتها، لأنها كانت استثنائية."
وأكدت أن هذه الصلابة استمدتها من والديها، حيث منحها والدها القوة الداخلية لمواجهة تحديات الحياة.
فيلم "الساحر": نقلة فنية في مشوار منة شلبي
استرجعت منة ذكرياتها مع فيلمها الأول "الساحر" للمخرج الراحل رضوان الكاشف، واصفة إياه بأنه كان النقلة الحقيقية في مسيرتها الفنية. وتحدثت عن فيلم "بحب السيما" الذي تناول مواضيع اجتماعية جريئة، قائلة: "الساحر تناول قضية المراهقات، و(بحب السيما) ناقش موضوعات الزواج والطلاق لدى المسيحيين."
السعادة العائلية الحلقة 9
وأضافت: "في البداية كنت ألعب قليلاً وأحاول أن أكون معروفة، حتى جاء فيلم (أحلى الأوقات) الذي اعتبرته مساحة جديدة لإثبات نفسي كفنانة."
نجاح "الهوى سلطان" بالصدفة
كشفت منة عن كواليس فيلم "الهوى سلطان"، قائلة: "أحببت السيناريو منذ اللحظة الأولى، وهبة يسري مخرجة متميزة وقدمت عملاً رائعًا. لم أكن أتوقع أن يحقق الفيلم هذا النجاح الكبير، وكان نجاحه بالنسبة لي مفاجأة."
النجومية الحقيقية في الشارع
رفضت منة وصفها بـ"النجمة"، مؤكدة أن اللقب لا يعني لها الكثير. وقالت: "النجومية الحقيقية تكون عندما تفرح سيدة الأنابيب لرؤيتي، أو عندما يمنحني رجل في إشارة المرور مصحفًا، أو عندما يطلب مني شخص أن يتصور مع أطفاله. هذه هي النجومية الحقيقية."
أولى خطوات منة الدرامية مع يسرا
اعتبرت منة نفسها محظوظة لأن أول أدوارها الدرامية كانت في مسلسل "أين قلبي" أمام النجمة يسرا. وتذكرت تلك الأيام قائلة: "كنت أؤدي دور توحة، وفي نفس الوقت كنت أصور فيلم (فيلم هندي) مع أحمد آدم، وكان الأطفال يركضون ورائي ينادونني: توحة الشردوحة!"
وأشارت إلى أن هذا التفاعل الشعبي كان دافعًا قويًا لها للاستمرار في مشوار الفن بثقة وحماس.
فلسفة "هاوية بأجر محترف"
فسّرت منة عبارتها التي أثارت الإعجاب في مهرجان الجونة "أنا هاوية بأجر محترف"، قائلة: "يجب أن أظل هاوية لأبدع، لكنني أقبل أجراً محترفاً. الأجر لا يجب أن يعيقني عن الإبداع."
متى ترفض منة شلبي دورًا؟
أكدت منة أنها ترفض أي عمل تشعر أنه مصطنع أو غير واقعي، موضحة: "أرفض الأدوار التي تُفرض فيها البطلات المثالية التي لا تخطئ. المهم هو أن أصدق الشخصية حتى لو كانت ضد قناعاتي، لأنها موجودة في الواقع."
فلسفة التسامح لدى منة شلبي
تحدثت منة بصراحة عن الأشخاص الذين آذوها في حياتها، قائلة: "لا أحكم على أحد إلا من آذاني، وأنا بطبعي لست مؤذية، لكن هناك من آذوني في العمل والحياة. لكنني أسامحهم حتى لا يبقوا في تفكيري ويعطلوني."
وحيد حامد: مرجعية منة شلبي
اختتمت منة حديثها بتأثر وهي تتذكر الكاتب الراحل وحيد حامد، قائلة: "رحيله كان يُتم فني، فهو كان مرجعيتي في الحياة، وعندما كنت أشعر بالضياع كان يعودني." وتذكرت موقفًا مؤثرًا معه، حيث قالت: "ذهبت إليه مرة وقلت له: أنا أحب هذه المهنة لكنني لا أعرف كيف استمر الناس فيها. فقال لي: ستتعلمين كيف تضعين كل إنسان في مكانه، وستعرفين كيف تتعاملين في الوقت المناسب."