ناسا تحتفل بعيد الحب بصورة فريدة

في احتفال مميز بعيد الحب، قامت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بتقديم هدية استثنائية لعشاق الفضاء، حيث نشرت صورة رائعة لسديم العنكبوت (30 Doradus). يُعتبر هذا السديم واحدًا من أكثر مواقع تشكيل النجوم دهشة في الكون، ويقع على بعد 160,000 سنة ضوئية في سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة قريبة من مجرتنا درب التبانة.
مكانك في القلب 8 الحلقة 73

أعمق صورة لسديم العنكبوت

تمكن مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا من التقاط أعمق صورة بالأشعة السينية لهذه المنطقة النشطة في السماء، حيث تظهر آلاف النجوم المتلألئة التي وُلدت حديثًا. هذه الصورة الرائعة تم تعزيزها ببيانات بصرية من تلسكوب هابل الفضائي (باللون الأصفر) وبيانات راديوية من مجموعة أتاكاما الكبيرة للمليمتر/تحت المليمتر (باللون البرتقالي)، مما يمنح المشهد ألوانًا نابضة بالحياة وتفاصيل غير مسبوقة.

مختبر طبيعي لتكوين النجوم

يُعتبر سديم العنكبوت مختبرًا طبيعيًا لتكوين النجوم، حيث يحتوي على كميات هائلة من الغاز والمواد التي تدعم عملية ولادة النجوم لآلاف السنين. النجوم الضخمة الشابة في هذه المنطقة تطلق رياحًا كونية قوية تعمل على تشكيل بيئتها الفضائية، مما يُنتج مناظر طبيعية مذهلة من الأعمدة، والفقاعات، والأقواس الضوئية.

في قلب هذا السديم، توجد مجموعة من أكبر النجوم المعروفة حتى الآن، حيث يتراوح عمر كل منها ما بين مليون إلى مليوني عام، وهو عمر صغير جدًا مقارنة بعمر شمسنا الذي يزيد عن 5 مليارات عام.

23 يوماً من الرصد الفلكي المكثف

اعتمدت الصورة الجديدة على برنامج مراقبة متقدم استخدم تلسكوب تشاندرا لمدة 23 يومًا، وهو وقت أطول بكثير من عمليات الرصد السابقة التي استغرقت 1.3 يوم فقط. هذه البيانات كشفت عن أكثر من 3,615 مصدرًا للأشعة السينية، بما في ذلك نجوم ضخمة، وأنظمة نجمية مزدوجة، ونجوم في مراحل التكوين، بالإضافة إلى غاز ساخن منتشر في جميع أنحاء المنطقة.

تُعطي هذه الصورة بيانات غير مسبوقة لعلماء الفلك، مما يُتيح لهم تتبع التغيرات في سطوع النجوم، خاصة تلك التي تنتمي إلى أنظمة نجمية مزدوجة، مما يساعد في دراسة تفاعلاتها وحركاتها في الفضاء بدقة عالية.