نيللي: أيقونة الفن المصري التي لا تُنسى
تُعتبر نيللي واحدة من أبرز الأسماء في عالم الفن المصري، حيث تمثل قصة نجاح استثنائية في سماء الإبداع. بموهبتها الفائقة وشغفها الذي لا ينضب، استطاعت أن تُحقق تميزًا فريدًا يجمع بين مجالات التمثيل والغناء والاستعراض، تاركةً بصمة لا تُمحى من تاريخ الفن.
ولادتها ونشأتها
وُلدت نيللي آرتين كالفيان في 3 يناير 1949، في أسرة مصرية ذات جذور أرمنية، لتكون واحدة من النجوم الذين سطع اسمهم في سماء الفن المصري. انطلقت مسيرتها الفنية منذ نعومة أظافرها، حيث ظهرت لأول مرة في فيلم "الحرمان" وهي في سن الرابعة، ومن ثم شاركت في فيلم "عصافير الجنة" بجانب شقيقتها فيروز، المعروفة بلقب "الطفلة المعجزة". لم تكن طفولتها عادية، بل كانت بداية لرحلة فنية حافلة بالعطاء.
الانطلاقة نحو عالم النجومية
بدأت نيللي مشوارها المسرحي من خلال مسرحية "اوعى تعكر دمك"، حيث اكتشف موهبتها المخرج بديع خيري. وعملت مع فرقة الريحاني الشهيرة، وبفضل دعمها وقفت أمام الجمهور، مما ساهم في تعزيز مكانتها الفنية. وكانت مشاركتها في المسلسل الإذاعي "شيء من العذاب" مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب نقطة تحول حاسمة، حيث مهدت الطريق لدخولها عالم السينما من خلال فيلم "المراهقة الصغيرة" عام 1966.
فوازير رمضان.. التاج على عرش الفن
ارتبط اسم نيللي بفوازير رمضان، التي قدمتها على مدار سنوات عديدة بالتعاون مع المخرج فهمي عبد الحميد والمؤلف صلاح جاهين. كانت تلك الفوازير مزيجًا فنيًا رائعًا يجمع بين التمثيل والغناء والاستعراض، مما جعلها أيقونة رمضانية لا تُنسى. من "عروستي" إلى "الخاطبة"، أعادت نيللي تعريف مفهوم الفوازير وجعلتها جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة الشهر الكريم.
ثنائيات سينمائية خالدة
قدمت نيللي ثنائيات فنية ناجحة مع العديد من النجوم الكبار، مثل صلاح ذو الفقار، حيث تألقت في أفلام مثل "صباح الخير يا زوجتي العزيزة" و"امرأة زوجي". ومع محمود ياسين، قدمت أعمالًا خالدة مثل "غابة من السيقان" و"العذاب امرأة"، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة.
محطات تكريم في حياتها
تُوجت نيللي بمسيرتها الفنية بتكريمات عديدة من أبرز المحافل السينمائية، ومن أبرزها:
الشركة الحلقة 5
- جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي عام 2021.
- تكريم في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عام 1999.
- تكريم من مهرجان Murex d or في لبنان عام 2008.
- اختيار فيلم "الرجل الذي فقد ظله" كأحد أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
إسهاماتها في السينما والمسرح
قدمت نيللي مجموعة واسعة من الأعمال التي جمعت بين الكوميديا والدراما، مثل "دلع البنات"، "غابة من السيقان"، و"العاشقات". كما تألقت على خشبة المسرح في عروض مميزة مثل "الدلوعة" و"سيدتي الجميلة".
رمز للتفرد والنجاح
تظل نيللي رمزًا للإبداع الفني الذي يمزج بين التمثيل والغناء والاستعراض، ملهمةً لأجيال من الفنانين. وعيد ميلادها ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو فرصة للتأمل في إرث فني سيظل نابضًا بالحياة على مر السنين.