-

أنماط حيوية جديدة للاكتئاب: أمل جديد للمرضى

أنماط حيوية جديدة للاكتئاب: أمل جديد للمرضى
(اخر تعديل 2024-12-03 12:11:37 )
بواسطة

دراسة جديدة تكشف عن أنماط حيوية للاكتئاب

في خطوة جديدة ومثيرة، تمكن فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد من تحديد ستة أنماط حيوية مختلفة للاكتئاب، والتي تُعرف بـ"الأنماط البيولوجية" (biotypes). هذا الاكتشاف يعد بمثابة نقطة تحول نحو تطوير علاجات مخصصة وأكثر فعالية للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، إذ يتيح إمكانية تصميم العلاجات استنادًا إلى طبيعة النشاط الدماغي لكل مريض على حدة.

تحديات العلاجات التقليدية

الاكتئاب هو مرض معقد تختلف حدته وتأثيره من شخص لآخر. وغالبًا ما تُعالج هذه الحالة بأساليب تجريبية تعتمد على وصف الأدوية أو تقديم العلاج النفسي، مما يتطلب محاولات وتجارب متعددة قد تستغرق شهورًا أو حتى سنوات. للأسف، هذه الطرق قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية.

تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30% من المصابين بالاكتئاب يعانون من حالة مقاومة للعلاج، بينما يواجه ثلثا المرضى صعوبة في الوصول إلى تحسن كامل في أعراضهم. وتؤكد الباحثة ليان ويليامز، قائدة الدراسة وأستاذة الطب النفسي في جامعة ستانفورد، قائلة: "هدفنا هو تحديد العلاج المناسب منذ البداية، وتجنب مشقة الأساليب الحالية التي تعتمد على المحاولة والخطأ."

استخدام التصوير الدماغي لتحديد الأنماط

تستند هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Medicine، إلى استخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لقياس النشاط الدماغي لدى 801 مشارك تم تشخيصهم سابقًا بالاكتئاب أو القلق. تم إجراء التصوير خلال فترات الراحة وأثناء أداء مهام مصممة لاختبار الوظائف الإدراكية والعاطفية.

الأنماط الحيوية وعلاقتها بالعلاجات

أظهرت النتائج أن الاستجابة للعلاج تختلف باختلاف النمط الحيوي:

  • المرضى الذين لديهم نشاط مفرط في المناطق الإدراكية أظهروا استجابة أفضل للعلاج بمضاد الاكتئاب فينلافاكسين (المعروف بـEffexor).
  • النمط الذي يتميز بنشاط عالٍ في ثلاث مناطق دماغية مرتبطة بحل المشكلات استجاب بشكل أفضل للعلاج النفسي السلوكي.
  • الأشخاص الذين أظهروا نشاطًا منخفضًا في دوائر الانتباه كانوا أقل استجابة للعلاج النفسي، مما يشير إلى أن التدخل الدوائي قد يكون ضروريًا لتحسين هذه الوظائف قبل البدء بالعلاج النفسي.

تطبيقات عملية ورؤية مستقبلية

في تجربة أخرى، استخدمت الدراسة التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة لعلاج النمط الإدراكي للاكتئاب، وقد أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في وظائف الدماغ بعد خمسة أيام فقط من العلاج. تشير هذه النتائج إلى إمكانات هائلة لتحسين دقة العلاجات وتقليل الفترة الزمنية للوصول إلى الشفاء.

تؤكد ليان ويليامز أن هذا البحث يمثل خطوة أولى نحو الطب النفسي الموجه بالبيانات، حيث يمكن استخدام التصوير الدماغي كأداة تشخيصية لتحديد العلاج الأنسب لكل مريض.
شراب التوت مدبلج 2 الحلقة 120

نحو تحسين المعايير

يعمل الباحثون حاليًا على تطوير بروتوكولات مبسطة لاستخدام هذه التقنيات في الممارسات السريرية، مما يتيح للأطباء النفسيين تطبيقها بسهولة. كما يخططون لتوسيع نطاق الأبحاث لتشمل أنواعًا جديدة من العلاجات القابلة للتخصيص لجميع الأنماط الحيوية.

أمل جديد للمرضى

يمثل التقدم في فهم الأنماط البيولوجية للاكتئاب تطورًا مهمًا في مجال الطب النفسي. من خلال دمج تقنيات التصوير الدماغي والذكاء الاصطناعي، نستطيع توفير علاجات أكثر دقة وفعالية، مما يمنح الأمل للملايين الذين يعانون من هذا المرض المزمن.