-

أمل جديد في علاج السرطان بالخلايا التائية

أمل جديد في علاج السرطان بالخلايا التائية
(اخر تعديل 2024-09-26 15:51:41 )
بواسطة

نجح فريق من الباحثين في مايو كلينك في إحراز تقدم علمي ملحوظ في مجال علاج السرطان باستخدام خلايا الجهاز المناعي، حيث تمكنوا من تحديد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى فشل هذا النوع من العلاج لدى بعض المرضى. هذا الاكتشاف يعد نقطة انطلاق هامة لتطوير علاجات أكثر فعالية.

الخلايا التائية: السلاح الطبيعي ضد السرطان

استطاع الباحثون في مايو كلينك أن يتعمقوا في الأسس الجزيئية لـ السرطان، وكشفوا عن سبب جديد لفشل العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية لدى بعض المرضى. هذا الاكتشاف يفتح المجال لوضع استراتيجيات جديدة تجمع بين الأجسام المضادة وتعديل الجينات، مما قد يُسهم في تحسين نتائج هذا العلاج المتقدم.

تم نشر الدراسة التي قادها الدكتور سعد كينديريان، استشاري طب الدمويات، في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications).
مجمع 75 الحلقة 159

a0421dad-f473-4100-888f-3e88e520e2c6

اكتشاف يوفر الأمل لمرضى السرطان

يصف الدكتور كينديريان هذا التطور بالمثير للغاية، حيث يمنح أملاً جديداً في التغلب على التحديات التي تواجه العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية لدى العديد من مرضى السرطان. وفي تصريح له، أشار إلى أن الباحثين تمكنوا، وللمرة الأولى، من توضيح العملية التي تؤدي إلى مقاومة الخلايا التائية وفشلها، والتي تنشأ داخل بروتين تُنتجه الخلايا المُهندسة بشكل روتيني.

في هذه الدراسة، اكتشف الباحثون أن السبب الرئيسي لإنهاك الخلايا التائية هو إنتاج كميات كبيرة من بروتين يُسمى "الإنترلوكين-4". على الرغم من أهمية هذا البروتين في تعزيز الجهاز المناعي، إلا أن إنتاجه بشكل مفرط يؤدي إلى إرهاق الخلايا التائية.

a369fe57-4997-43ee-bc55-1bc82731ba9b

لماذا تفشل الخلايا التائية؟

على الرغم من نجاح العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية في بعض الحالات، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة. من أهم هذه التحديات "إنهاك الخلايا التائية"، مما يعني أن هذه الخلايا تفقد قدرتها على محاربة السرطان مع مرور الوقت، مما يمنح السرطان فرصة للعودة.

هذا العلاج، الذي يُعتبر حديث العهد في معالجة سرطانات الدم، قد يُحقق نتائج ملحوظة، مثل الوصول إلى حالة هدوء كاملة في بعض حالات ابيضاض الدم (لُوكيميا) ولمفومة الخلايا البائية.

في سعيهم لإيجاد حلول جديدة، قام فريق الدكتور كينديريان بتحليل خلايا تائية مستقبلة للمستضدات الخيمرية من مرضى قبل الحقن، ثم قارنوا بين بيانات المرضى الذين استجابوا بشكل جيد للعلاج وأولئك الذين لم يحققوا نجاحًا.

كما درس الفريق تأثير الخلايا التائية على اللمفومة وابيضاض الدم والأورام النقوية المتعددة في فئران التجارب، مع مقارنة استجابة الفئران التي استجابت للعلاج بتلك التي لم تستجب.

ولاحظ الفريق وجود مستويات مرتفعة من بروتين الإنترلوكين-4 في العينات البشرية وفئران المختبر التي تعاني من إنهاك الخلايا التائية. يُعتبر الإنترلوكين-4 بروتينًا ينظم الالتهاب والمناعة، حيث يعمل كمنشط لجهاز المناعة ضد السرطان، ولكن بكميات معتدلة. وقد أظهرت الدراسة أن الخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية قد تنتج أحيانًا كميات مفرطة من هذا البروتين، مما يسهم في إنهاكها.

تعديل الجينات يكشف عن فهم جديد

استخدم فريق الباحثين تقنية تعديل الجينات المعروفة باسم كريسبر لاستكشاف الوظائف والتفاعلات الجينية في علاج الخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية. كانت هذه التقنية أداة رئيسة في تحديد فرط بروتين الإنترلوكين-4 في الخلايا التائية التي تعاني من خلل وظيفي.

تعتبر تقنية كريسبر بمثابة "مقص جزيئي" يمكنه قطع الجينات وتعديلها بدقة. في هذه الدراسة، استخدم الباحثون هذه الأداة لتعطيل أو تعديل بروتين الإنترلوكين-4 الذي يسهم في الخلل الوظيفي للخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية.

يقول الدكتور كينديريان: "بعد تطبيق تقنية كريسبر لإزالة الإنترلوكين-4 من الخلايا، لاحظ فريقنا تحسنًا ملحوظًا في قدرة هذه الخلايا على التعرف على السرطان وتدميره".

كما اختبر الباحثون الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لتعطيل الإنترلوكين-4 أو تحييده، مما ساعد على تجديد قدرة الخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية على محاربة السرطان بفاعلية أكبر.

b7f4d05b-1b01-47c9-81ef-9f9a72a38ded

آفاق المستقبل للعلاج بالخلايا التائية

لا تزال هناك حاجة لإجراء أبحاث إضافية للتحقق من نتائج هذه الدراسة. البيانات التي تم جمعها قد تضع حجر الأساس للتجارب السريرية الأولى على المرضى في مايو كلينك الذين يعانون من إنهاك الخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية.

حول الدراسة

تم تمويل الدراسة جزئيًا من قبل شركة Kite، إحدى شركات Gilead، ومركز مايو كلينك للطب الفردي، ومركز مايو كلينك الشامل للسرطان، ومركز مايو كلينك للعلاجات الحيوية التجديدية، ومعاهد الصحة الوطنية، ومنحة وزارة الدفاع، وشراكة مينيسوتا للتكنولوجيا الحيوية والطب الجينومي، ومؤسسة بريدولين. لمزيد من التفاصيل حول المؤلفين والإفصاحات والتمويل، يُرجى مراجعة الورقة البحثية.