نسرين بن خديجة: قصة كفاح ضد السرطان

في تونس، حيث تعاني الكثير من الأسر من ضعف الإمكانيات وارتفاع تكاليف العلاج، تبرز قصة نسرين بن خديجة كأحد أجمل قصص الأمل والتحدي. نسرين، التي جربت معاناة مرض السرطان، استطاعت أن تحول تجربتها الصعبة إلى مصدر إلهام لكل من يواجه هذا "الغول" كما تسميه. قصتها تزرع الأمل في قلوب الكثيرين، خاصة النساء اللواتي يعانين في صمت.

الصدمة الأولى

عندما تلقت نسرين خبر إصابتها بسرطان الثدي، كان الأمر بمثابة صاعقة دمرت كل ما كانت تعتقد أنه ثابت في حياتها. كأم شابة، لم يكن في حسبانها أن تواجه مثل هذا التحدي. تقول نسرين: "كانت لحظة انهيار، لكنني قررت أن أواجه هذا المرض من أجل أطفالي وعائلتي".

لم يكن الطريق سهلاً، ولم يكن النضال ضد المرض مجرد معركة جسدية، بل كان تحديًا نفسيًا أيضًا. "عشت أشهرًا من الأوجاع والخوف"، تضيف نسرين، "لكن أكثر ما كان يؤلمني هو الخوف من الألم الذي قد يسببه رحيلي لعائلتي".

معركة الحياة

خلال فترة العلاج، واجهت نسرين لحظات من الضعف والاستسلام، لكنها وجدت القوة في دعم عائلتها. "لم أكن وحدي في هذه المعركة، فقد كانت عائلتي بجانبي في كل خطوة". ومع كل جلسة علاج، كانت تكتشف المزيد عن عالم مرضى السرطان، وما يواجهونه من تحديات، خاصة النساء اللواتي يعانين من ظروف صعبة.

دليل الأمل

بعد أن انتصرت على المرض، قررت نسرين أن تشارك تجربتها مع الآخرين من خلال الكتابة. "الكتابة كانت جزءًا من رحلة شفائي"، تقول نسرين. وبذلك، أصدرت كتابًا بعنوان "دليل الأمل"، الذي يهدف إلى تقديم الدعم والإلهام للنساء اللواتي يواجهن نفس المحنة.

تقول نسرين: "خلال رحلتي، لم أجد من يقدم لي النصيحة التي أحتاجها، لذلك أردت أن أكون الصوت الذي يدعم الآخرين". قررت أن تترك مجال الصيدلة الذي كانت تعمل فيه، وتوجهت نحو الكتابة والصحافة، حيث شعرت بأنها تستطيع أن تساهم بشكل أكبر في مساعدة النساء.

نشر الوعي

اليوم، تشرف نسرين على إدارة مجلة نسائية وتشارك في العديد من الفعاليات التوعوية حول مرض السرطان. تعتبر نسرين من أبرز الشخصيات النشطة في المجتمع المدني، حيث تساهم في تنظيم قوافل للتقصي المبكر عن سرطان الثدي، وتدعم المحاربات في معركتهن ضد المرض.
شهادة معاملة اطفال الحلقة 8

تقول نسرين: "الفرح هو أكبر عدو لهذا المرض، وأفضل دواء له". لذلك، تنظم سنويًا حفلات راقصة وعروض أزياء تحت عنوان "المحاربات"، لتحتفي بالنساء اللواتي يواصلن كفاحهن ضد السرطان.

قصة نسرين بن خديجة ليست مجرد قصة كفاح، بل هي رسالة أمل لكل من يواجه التحديات. إنها تذكرنا بأن الحياة، رغم صعوباتها، يمكن أن تحمل معها الكثير من الأمل والتفاؤل.