حياة أوليفر بويرمان في كهف تاريخي
عندما كان أوليفر بويرمان في سن الخامسة، عاش تجربة مدهشة ومختلفة تمامًا عما يمكن أن يتخيله أي طفل في مثل سنه. فقد أخبره والداه أنهما قررا الانتقال إلى كهف يعود تاريخه إلى 350 مليون سنة. لكن سرعان ما اتضح أن هذه الخطوة لم تكن مجرد محاولة للعيش كإنسان بدائي في عصور ما قبل التاريخ، بل كانت العائلة قد اشترت هذا الموقع في منطقة ديلز بمقاطعة يوركشاير في إنجلترا بهدف تحويله إلى وجهة سياحية فريدة.
كان كهف "ستامب كروس" قرب منطقة باتلي بريدج قد أُعلن عن بيعه كفرصة نادرة لا تتكرر سوى مرة واحدة في جيل كامل، وهذا ما دفع عائلة بويرمان إلى اقتنائه والعمل على تحويله إلى معلم سياحي جذاب.
تجربة حياة في الكهف.. خوف ثم حب
في البداية، ظن أوليفر أن حياته ستتحول إلى حياة بدائية مثل تلك التي عاشها أسلافه، لكنه سرعان ما بدأ يتأقلم مع بيئة الكهف ويحب الحياة فيه. يتذكر أوليفر تلك اللحظة الأولى التي نزل فيها إلى الكهف وهو يشعر بالخوف، حيث كان قد رأى صورة لدب ظربان مما زاد من مخاوفه. لكن مع مرور الوقت، تغيرت مشاعره تجاه المكان، وبدأ يستكشف الكهف أكثر من 100 مرة بحلول سن السابعة.
يقول أوليفر: "أصبح الأمر طبيعيًا، فقد اعتدت على الكهف ولم أعد أفكر كثيرًا فيه".
الطائر الرفراف الحلقة 89
أصدقاء أوليفر والمفاجآت حول الحياة في الكهف
كان أصدقاء أوليفر يبدون إعجابهم بحياته في الكهف، فقد اعتبروها تجربة "رائعة". بل وصور أوليفر فيديو موسيقي داخل الكهف مع فرقته الموسيقية. كما يُضيف: "عندما التحقت بالجامعة، بدأ الناس يسألون عن عمل والدي، وكلما أخبرتهم أننا نملك كهفًا، كانت تظهر على وجوههم نظرة مثيرة ودهشة."
بعد تخرجه في قسم علم النفس، بدأ أوليفر يعاون والدته ليزا بويرمان في إدارة العمل داخل الكهف، حيث أوضحت ليزا أنها كانت في عطلة عندما أخبرت أطفالها بأنها اشترت معلمًا سياحيًا مع كهف مُلحق، مؤكدة أن أطفالها لم يكونوا يعرفون ما هو الكهف في البداية.
التحديات والإنجازات.. تسليم القيادة من الأم إلى الابن
بعد أكثر من 20 عامًا من العمل، أعربت ليزا عن فخرها بما تحقق وأعلنت استعدادها لتسليم القيادة إلى أوليفر. وتضيف: "ما زلت أوجهه، فأنا أمه في النهاية، لكننا نعمل معًا بشكل جيد". وفي إطار التنظيم المستقبلي للموقع، ستترك ليزا التركيز على الجانب الإبداعي والتعليمي، بينما سيتولى أوليفر مسؤولية القرارات التجارية. يبدو أن أوليفر مستعد لمواجهة التحديات المستقبلية.
تاريخ الكهف واكتشافه.. من المناجم إلى السياحة
تعود اكتشافات كهف "ستامب كروس" إلى عمّال المناجم في القرن الـ19، حيث تم العثور على حفريات كاملة لحيوان الرنّة في الكهف. وفي عام 1926، قام رجل الأعمال سيبتيماس راي بشراء الكهف وفتح أبوابه أمام الزوار. واستمر الموقع ملكًا لأبنائه وأحفاده حتى عام 2003، عندما اشتراه آل بويرمان ليبدؤوا في تطويره وتحويله إلى وجهة سياحية.
رؤية جديدة للمغارات.. توسيع نطاق الزوار
يتضمن رؤية أوليفر المستقبلية لمغارات "ستامب كروس" إضافة قسم جديد للجمهور، كان يُسمح بالدخول إليه سابقًا لمغامري الكهوف فقط. يقول أوليفر: "من المثير أن نتيح للناس فرصة رؤية ما رأيناه. إنها فرصة للنظر خلف الستار واكتشاف هذه الكهوف المدهشة".
وعلى مدار العامين المقبلين، بدءًا من يناير/ كانون الثاني 2025، سيبدأ فريق العمل في حفر بعض الصخور والتربة لإتاحة المزيد من المساحة للزوار. واختتمت ليزا حديثها قائلة: "كنت أفكر في عبء العمل وكيف ستتم إدارته، ولكن النتيجة رائعة. نجحنا في التنظيم، ونتطلع إلى المستقبل".