-

تجاوز الخجل عند الأطفال لبناء صداقات

تجاوز الخجل عند الأطفال لبناء صداقات
(اخر تعديل 2025-10-03 11:19:23 )
بواسطة

يُعتبر الخجل عند الأطفال تحدياً كبيراً يمكن أن يعيقهم عن تكوين صداقات جديدة، مما يضعهم في موقف صعب عند مواجهتهم لمواقف اجتماعية جديدة. في بعض الأحيان، رغم أن نوايا الأهل قد تكون حسنة، إلا أن الضغط أو الإصرار على الطفل قد يسبب له انغلاقًا أكبر على نفسه. وبذلك، يصبح من الضروري البحث عن طرق فعالة لمساعدة الطفل على التغلب على هذا الخجل.

الحل لا يكمن في محاولة تغيير شخصية الطفل، بل في تقديم الدعم والمساندة له بشكل تدريجي، مما يعزز ثقته بنفسه ويدفعه للخروج من "منطقة الراحة" التي يشعر بها بالأمان.

استراتيجيات لدعم الطفل الخجول في تكوين الصداقات

تربية الطفل

إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على دعم طفلك في تكوين صداقات جديدة:
شراب التوت الحلقة 103

1. خوض تجارب جديدة معاً

يحتاج الطفل الخجول إلى الشعور بأن لديه شريكاً في مواجهة التحديات. يمكن للوالدين أن يتفقوا مع الطفل على تجربة شيء جديد معاً، مثل الانضمام إلى نشاط رياضي أو ورشة فنية. عندما يرى الطفل أن والديه يشتركان في مغامرة جديدة، فإن ذلك يمنحه شعوراً بالأمان، ويجعله يدرك أن الخروج من "منطقة الراحة" ليس تهديداً، بل فرصة للتعلم والاستمتاع.

2. التدرّب على تجاوز منطقة الراحة

من المهم أن يفهم الطفل مفهوم "منطقة الراحة". يمكن للآباء توضيح هذا المفهوم من خلال سرد تجارب شخصية: "أتذكر عندما شعرت بالقلق عند تعلم رياضة جديدة؟ كانت البداية صعبة، لكنه أصبح ممتعاً فيما بعد." هذا النوع من الحوار يساعد الطفل في إدراك أن القلق هو شعور طبيعي، وأن التغلب عليه يفتح له أبواباً جديدة للتجارب الممتعة. من المهم طرح أسئلة مثل: "متى شعرت أنك لم تكن ترغب في المشاركة؟ كيف كان شعورك؟ وماذا لو جربت مرة أخرى؟".

3. كن قدوة بالفعل لا بالكلام

يعتبر سلوك الوالدين أحد أقوى المؤثرات على الأطفال. عندما يرى الطفل والديه يقومان بتجربة أشياء جديدة، حتى لو كانت صغيرة مثل التحدث مع أشخاص جدد أو تجربة هواية جديدة، فإنه سيتعلم تلقائياً أن مواجهة المواقف غير المألوفة أمر طبيعي. يمكن تحويل هذا التعلم إلى لعبة ممتعة: ارسم دائرة على ورقة تمثل "منطقة الراحة"، واطلب من الطفل كتابة الأنشطة التي يشعر بالراحة عند القيام بها بداخلها، والأشياء التي يجدها صعبة أو مخيفة خارج الدائرة. بهذه الطريقة، يصبح الخوف شيئاً ملموساً يمكن التعامل معه بدلاً من كونه شعوراً غامضاً.

إن مساعدة الطفل الخجول على تكوين صداقات لا تتطلب الإكراه أو الضغط، بل تحتاج إلى صبر ورفق وتدرج في الخطوات. من خلال المشاركة في تجارب جديدة، وفهم تحديات الحياة، ورؤية الوالدين كنماذج عملية، سيتعلم الطفل أن الخروج من منطقة الراحة هو ليس نهاية الأمان، بل بداية لاكتشاف عالم أكبر وأجمل.