-

منصة شريكي: ثورة في الوساطة الزوجية

منصة شريكي: ثورة في الوساطة الزوجية
(اخر تعديل 2025-09-07 12:27:27 )
بواسطة

في فترة من الزمن، كان البحث عن شريك الحياة يتطلب الكثير من الجهد والتعب، حيث كان يعتمد على دفاتر الخطابات التقليدية وهمسات المجالس. لكن الآن، ومن خلال منصة "شريكي" الإماراتية، أصبح بإمكاننا إعادة تعريف مفهوم الوساطة الزوجية بطرق أكثر حداثة وابتكارًا. هذه المنصة لم تكتفِ بتطوير طريقة البحث عن الشريك، بل أبدعت في دمج أدوات العصر الرقمي، حيث استبدلت المجاملات بالعقل الاصطناعي، والوعود بالتحليل العلمي.

اليوم، لم يعد اختيار شريك الحياة يعتمد على المصادفات أو الترتيبات التقليدية، بل يمكن أن يتم الأمر بنقرة واحدة على زر "موافقة إلكترونية". وتُوفر هذه المنصة بيئة آمنة تحترم خصوصية الأفراد، مع الحفاظ على تقاليد المجتمع.

فكرة مبتكرة بجذور محلية

تعود فكرة منصة "شريكي" إلى المواطن الإماراتي المعروف بـ(أبونهيان)، الذي قضى أكثر من عامين في التخطيط والعمل المستمر منذ عام 2023، ليحول فكرته إلى أول مكتب زواج إلكتروني مرخص في الدولة. هذه المنصة ليست مقتصرة على جنسية معينة، بل تستقبل كافة الجنسيات، مع الالتزام بالضوابط الاجتماعية والدينية التي تحكم الزواج في الإمارات.

لم تكن رحلة "شريكي" للحصول على الترخيص سهلة، حيث مرّت بعدة مراحل تنظيمية مع الجهات الرسمية، مثل دائرة التنمية الاقتصادية ومحاكم رأس الخيمة، التي منحت المشروع صفة قانونية تحت إشراف قضائي مباشر. وهذا الإشراف يعكس أهمية هذا المجال وحساسيته، كونه جزءًا من نسيج الأسرة والمجتمع.
بارينيتي الحلقة 85

حماية الخصوصية... أولوية لا تتهاون فيها "شريكي"

تولي منصة "شريكي" أهمية كبيرة لخصوصية مستخدميها؛ فلا تُطلب منهم صور شخصية، ولا يُسمح بتبادل أرقام الهواتف أو أي تواصل خارج المنصة. يتم تقديم المعلومات العامة فقط، بينما تبقى التفاصيل الشرعية، بعد الحصول على الموافقة الإلكترونية، في بيت الأهل وبحضور ولي الأمر، حفاظًا على الأعراف والقيم.

تستخدم المنصة خوارزميات دقيقة لتحليل البيانات وتحديد نسبة التوافق بين الطرفين، والتي قد تصل إلى 90%. تبدأ الرحلة بتعبئة استمارة مفصلة عبر الموقع الإلكتروني (www.shariki.ae)، وتُعرض النتائج على الطرفين بشكل آلي، قبل إتمام الإجراءات التقليدية للزواج.

خدمات متكاملة عبر الإنترنت والتطبيقات

لا تقتصر خدمات "شريكي" على الموقع الإلكتروني فقط، بل تم تأسيس حضور قوي على تسع منصات تواصل اجتماعي، بالإضافة إلى تطوير تطبيق ذكي يُسهّل الاستخدام ويوسع قاعدة المستفيدين داخل وخارج الدولة. الهدف هو الوصول لأكبر شريحة ممكنة بطريقة منظمة وآمنة.

يمكن التسجيل بسهولة عبر الموقع الإلكتروني، حيث يُطلب من المستخدم تعبئة بياناته الشخصية وتحديد المواصفات التي يبحث عنها في شريك الحياة. بعد ذلك، تتولى الخوارزميات الذكية مطابقة الملفات وعرض نسب التوافق. في حال التوافق، يمكن للطرفين تأكيد اهتمامهما عبر "الموافقة الإلكترونية".

لا تنتهي مهمة المكتب عند مرحلة التوفيق، بل يتابع فريق العمل الملف للتأكد من استمرار التواصل ونجاح التجربة خلال فترة لا تتجاوز 14 يومًا، في خطوة تهدف إلى تحقيق نتائج فعلية ومستدامة.

مواجهة التحديات الاجتماعية بعقلية تقنية

يعتقد (أبونهيان) أن أحد أكبر التحديات هو تقلص فرص التعارف الجاد في ظل التحول الحضري والانشغال بالحياة المعاصرة، مما يُجبر البعض على اللجوء إلى تطبيقات غير مرخصة قد تكون خطرة. "شريكي" جاء ليسد هذا الفراغ، موفرا بديلاً قانونيًا يُراعي القيم ويحمي الباحثين عن الزواج.

رسوم رمزية وخصومات إنسانية

تبلغ رسوم التسجيل 1099 درهماً تُدفع مرة واحدة مقابل أربع محاولات للتوافق؛ ولا يتم إلغاء الملف إلا بعد استنفاد هذه المحاولات. كما يُعفى المكتب الحالات الإنسانية بعد التحقق من ظروفها، مع طرح خصومات موسمية وتشجيعية للشركاء والداعمين.

مواقف طريفة وطلبات غير تقليدية

يروي (أبونهيان) بعض المواقف الطريفة التي مرّ بها، مثل الطلبات الغريبة التي تأتي من أولياء الأمور، مثل تزويج ابنتهم والخادمة في زيارة واحدة، أو أولئك الذين يُصرون على إتمام الزواج خلال 24 ساعة! ويؤكد أن المنصة تُوضح دائمًا أن الزواج عملية تحتاج إلى تفكير وتأني، وليس استعجال.