الحمل بعد الولادة: ما تحتاجين معرفته
بعد تجربة الولادة، تبدأ الأم الجديدة في التساؤل حول العديد من الأمور المتعلقة بمولودها الجديد، وأحد هذه الأسئلة المهمة هو مدى إمكانية حدوث حمل آخر بعد الولادة مباشرة، أو كيف يمكن تجنب الحمل لفترة معينة. يعتبر قرار توقيت الحمل التالي من القرارات الشخصية التي تعتمد على مجموعة من العوامل، منها الصحة العامة للأم وأهدافها الأسرية.
هل يمكن الحمل مباشرة بعد الولادة؟
بكل وضوح، فإن الإجابة هي نعم، يمكن أن يحدث الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، حتى في حال كنتِ تعتمدين على الرضاعة الطبيعية أو لم تعودي بعد إلى دورتك الشهرية. وفقًا للدكتور أليكس روبلز، الأخصائي في الغدد الصماء التناسلية، فإن الإباضة قد تعود بشكل مبكر بعد الولادة، مما يعني أن احتمالية الحمل تبقى قائمة حتى دون عودة الدورة الشهرية.
الحمل قبل الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة
يعتقد الكثيرون أن غياب الدورة الشهرية يعني أنه لا يمكن حدوث الحمل، ولكن هذا اعتقاد خاطئ. في الواقع، تحدث الإباضة عادة قبل الدورة الشهرية بحوالي 14 يومًا، وإذا حدثت الإباضة خلال تلك الفترة وأقيمت علاقة حميمة، فقد يحدث الحمل. الدكتور كايل غراهام يشير إلى أن الحمل قبل الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة هو أمر نادر لكنه ممكن، حيث قد تعود الإباضة في بعض الحالات خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، أي قبل الموعد المحدد لزيارة الطبيب لمتابعة ما بعد الولادة.
الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية
على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية قد تؤثر على الخصوبة، إلا أنها لا تعتبر وسيلة فعالة تمامًا لمنع الحمل. تساعد الرضاعة على زيادة إنتاج هرمون البرولاكتين، الذي يمكن أن يثبط الإباضة بشكل مؤقت. ومع ذلك، فإن أي تغيير في نمط الرضاعة، مثل تقليل عدد الرضعات أو تعديل كميتها، يمكن أن يؤدي إلى عودة الإباضة.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة مؤقتة لمنع الحمل فقط في حال توافر الشروط التالية:
- عدم حدوث الدورة الشهرية بعد الولادة.
- الاعتماد الكلي أو شبه الكلي على الرضاعة الطبيعية.
- مرور أقل من ستة أشهر على الولادة.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من الاعتماد على الرضاعة فقط كوسيلة لتجنب الحمل، إذ قد تعود الإباضة بشكل مفاجئ دون أي علامات واضحة.
متى يجب الانتظار قبل الحمل مرة أخرى؟
على الرغم من إمكانية حدوث الحمل بسرعة بعد الولادة، فإن الأطباء يوصون بالانتظار فترة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرًا قبل التخطيط للحمل التالي. الغرض من ذلك هو توفير الوقت الكافي لجسمك للتعافي من الحمل والولادة. الحمل السريع قبل أن يتعافى الجسم تمامًا قد يزيد من مخاطر المضاعفات مثل الولادة المبكرة، انفصال المشيمة، انخفاض وزن المولود، وبعض المشاكل الصحية لدى الأم مثل فقر الدم.
كيف تتخذين القرار المناسب؟
توقيت الحمل التالي يعتمد بشكل كبير على الأهداف الشخصية والاستعداد البدني والعاطفي للأم. إذا كنتِ ترغبين في توسيع عائلتك بسرعة، من المهم أن تستشيري طبيبك لضمان أنكِ جاهزة جسديًا. وإذا كنتِ تفضلين تأجيل الحمل، احرصي على استخدام وسائل منع الحمل المناسبة بمجرد استئناف العلاقة الزوجية.
سواء كنتِ تخططين لإنجاب طفل جديد قريبًا أو تأملين في تأجيل الحمل لفترة، يبقى الأهم هو الاهتمام بصحتك وصحة عائلتك. استشيري طبيبك دائمًا لمناقشة الخيارات الأنسب لوضعك الشخصي. هل لديكِ تساؤلات عن إمكانية الحمل بعد الولادة مباشرة حتى أثناء الرضاعة؟
المحتال مترجم الحلقة 5