انقطاع الطمث المبكر: الأسباب والعلاج
تُعتبر مرحلة انقطاع الطمث من التحولات الطبيعية المهمة التي تمر بها المرأة في منتصف العمر. ومع ذلك، قد يحدث هذا الانقطاع بشكل مفاجئ وغير متوقع قبل سن الأربعين في بعض الحالات، وهو ما يُعرف بـ"انقطاع الطمث المبكر". هذه الحالة قد تثير قلق العديد من النساء، نظرًا لتأثيراتها الجسدية والنفسية والاجتماعية.
في هذا المقال، سوف نستعرض جميع الجوانب المتعلقة بانقطاع الطمث المبكر، بدءًا من أسبابه وأعراضه، وصولًا إلى طرق التشخيص والعلاج المتاحة.
ما هو انقطاع الطمث المبكر؟
انقطاع الطمث المبكر هو حالة تحدث عندما تتوقف الدورة الشهرية بشكل دائم قبل سن الأربعين، ويرجع ذلك إلى قصور مبكر في وظيفة المبيضين. نتيجة لهذا القصور، ينخفض إنتاج الهرمونات الأساسية مثل الإستروجين والبروجسترون، مما يؤدي إلى توقف التبويض والحيض. تُعد هذه الحالة غير شائعة، حيث تصيب حوالي 1% فقط من النساء.
ما الأسباب المؤدية لانقطاع الطمث المبكر؟
تنقسم أسباب انقطاع الطمث المبكر إلى عوامل معروفة وأخرى غير محددة. إليك أبرز الأسباب الشائعة:
شراب التوت الحلقة 83
الأسباب الوراثية
إذا كان لدى أفراد العائلة تاريخ من انقطاع الطمث المبكر، فإن احتمالية حدوثه لدى المرأة تزداد. يمكن أن يرتبط ذلك بجينات معينة تؤثر على وظيفة المبيضين.
أمراض المناعة الذاتية
في بعض الحالات، يهاجم جهاز المناعة خلايا المبيضين، مما يؤدي إلى تضررها وفقدان وظيفتها. أمراض مثل التهاب الغدة الدرقية أو مرض أديسون تمثل أمثلة على حالات يمكن أن تسبب هذا الخلل.
العلاج الكيميائي أو الإشعاعي
العلاجات المستخدمة في مكافحة السرطان قد تُسبب تلفًا دائمًا لخلايا المبيض، خاصة إذا كانت الجرعات عالية أو قريبة من منطقة الحوض.
استئصال المبيض أو الرحم
العمليات الجراحية التي تتطلب إزالة المبيضين أو الرحم تؤدي إلى توقف الدورة الشهرية. حتى إذا تم استئصال الرحم فقط مع الإبقاء على المبيضين، فقد يتأثر عمل المبيضين تدريجياً بسبب نقص تدفق الدم.
التدخين
تشير الدراسات إلى أن التدخين يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الطمث المبكر نتيجة تأثيره السلبي على خلايا المبيض.
الأسباب غير المعروفة
في بعض الحالات، لا يمكن تحديد السبب الدقيق لانقطاع الطمث المبكر، وهو ما يُعرف بـ"انقطاع الطمث المبكر مجهول السبب".
أعراض انقطاع الطمث المبكر
تشابه أعراض انقطاع الطمث المبكر تلك المرتبطة بالمرحلة الطبيعية لانقطاع الطمث، لكنها تظهر بشكل مبكر وأكثر حدة، ومنها:
اضطرابات الدورة الشهرية
تبدأ عادة بعدم انتظام الدورة أو غيابها التام.
هبّات الحرارة
شعور مفاجئ بالحرارة والتعرق، خاصة في الليل.
التغيرات المزاجية
تشمل مشاعر القلق، الاكتئاب، ونوبات الغضب.
ضعف التركيز والذاكرة
قد تعاني النساء من صعوبة في التركيز.
تغيرات جسدية
مثل انخفاض كثافة العظام وزيادة الوزن في منطقة البطن.
كيف يمكن تشخيص انقطاع الطمث المبكر؟
التشخيص المبكر ضروري لتحديد الأسباب واتخاذ الخطوات المناسبة للعلاج. وتشمل الخطوات:
التاريخ الطبي المفصل
يسأل الطبيب عن تاريخ الدورة الشهرية، وأي أمراض وراثية أو أعراض مرتبطة بالحالة.
الاختبارات الهرمونية
- هرمون المنبه للجريب (FSH): إذا كانت مستوياته مرتفعة، يشير ذلك إلى تراجع وظائف المبيض.
- الإستروجين والبروجسترون: انخفاض مستوياتهما دليل على ضعف النشاط الهرموني.
- اختبار مضاد مولر الهرموني (AMH): يقيّم مخزون البويضات في المبيضين ويُساعد على التنبؤ بقدرة المبيضين على العمل.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: يُستخدم لقياس حجم المبيضين وتقييم نشاطهما.
- اختبارات إضافية: في بعض الحالات، قد تُطلب فحوصات للكشف عن أمراض المناعة الذاتية أو الكروموسومات.
كيف يمكن توقع أو الوقاية من انقطاع الطمث المبكر؟
بينما لا يمكن منع جميع الحالات، إلا أن اتخاذ بعض التدابير الصحية يمكن أن يقلل من مخاطر حدوثه:
- الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا.
- تجنب التدخين والممارسات التي تؤثر على صحة المبيضين.
- متابعة الفحوص الدورية للهرمونات والمبيضين.
- استشارة طبيب فور ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في الدورة الشهرية.
ما طرق التعامل مع انقطاع الطمث المبكر؟
إليك أبرز الطرق للتعامل مع انقطاع الطمث المبكر حال حدوثه:
العلاج الهرموني التعويضي (HRT)
يستخدم لتعويض نقص الإستروجين والبروجسترون، ويساعد في تخفيف الأعراض وتقليل خطر هشاشة العظام.
التغذية السليمة
تناول أطعمة غنية بالكالسيوم وفيتامين د، مثل منتجات الألبان والأسماك، والتركيز على البروتينات والخضراوات الورقية لتعزيز الصحة العامة.
الرياضة المنتظمة
تساعد الرياضة في تحسين صحة القلب والعظام، وتقليل التوتر.
الدعم النفسي والاجتماعي
التحدث مع متخصص في الصحة النفسية يمكن أن يساعد في تجاوز التحديات النفسية المرتبطة بهذه الحالة، بالإضافة إلى الانضمام إلى مجموعات دعم تشارك فيها النساء تجاربهن.
إن انقطاع الطمث المبكر قد يكون تجربة غير متوقعة ومثيرة للقلق، ولكنه لا يعني تراجع الصحة النسائية. يمكن للمرأة تجاوز هذه المرحلة من خلال التشخيص المبكر، والعلاج المناسب، واتباع أسلوب حياة صحي.
الوعي بهذه الحالة يساعد النساء على اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتهن والاستمتاع بحياة نشطة ومتوازنة.