-

ذاكرة الأميرة مومبي: إنجاز سينمائي جديد

ذاكرة الأميرة مومبي: إنجاز سينمائي جديد
(اخر تعديل 2025-08-26 20:19:32 )
بواسطة

حقق فيلم "ذاكرة الأميرة مومبي"، الذي أخرجه المخرج السويسري ـ الكيني داميان هاوزر، إنجازًا غير مسبوق، حيث أصبح أول فيلم كيني يُعرض لأول مرة في قسم "أيام المؤلفين" ضمن مهرجان البندقية السينمائي. هذا الإنجاز يعكس تطور الصناعة السينمائية في كينيا ويشكل خطوة بارزة نحو تسليط الضوء على المواهب الأفريقية في السينما العالمية.

ومن المقرر أن يستمر الفيلم في رحلته الدولية مع عرضه الأول في أمريكا الشمالية خلال مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، مما يعزز من مكانته على الساحة العالمية.

ذاكرة الأميرة مومبي: بين الوثائقي والخيال العلمي

يقدم الفيلم تجربة فنية فريدة تمزج بين الدراما المرتجلة والأسلوب الوثائقي، مستفيدًا من مشاهد طبيعية تم تصميمها بواسطة الذكاء الاصطناعي. هذه المزاوجة تخلق شكلًا جديدًا من الخيال العلمي يتماشى مع السياق الإفريقي، مما يضفي على العمل طابعًا خاصًا ومتميزًا.

تدور الأحداث في عام 2093، حيث يسافر المخرج "كوف" إلى مدينة "أوماتا" لتوثيق آثار حرب أعادت إحياء الممالك القديمة. هناك، يلتقي بالأميرة "مومبي"، التي تتحداه لصناعة فيلم دون الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يضيف بعدًا مثيرًا لقصة الفيلم.

قصة حب في عالم مُحطم

وصف داميان هاوزر فيلمه بأنه "قصة حب عاطفية"، حيث يستعرض مثلثًا عاطفيًا يجمع بين كوف ومومبي والأمير. يتألق في أدوار البطولة كل من إبراهيم جوزيف، شاندرا أوبوندي، وسامسون وايتاكا، الذين يُعتبرون من أبرز المواهب السينمائية الصاعدة في شرق إفريقيا.

ولادة فكرة من صور الذكاء الاصطناعي

يكشف المخرج أن فكرة الفيلم لم تكن مخططة كعمل خيال علمي منذ البداية، بل بدأت من تجاربه مع الصور المُولدة بالذكاء الاصطناعي. هذه الصور، وفقًا لهاوزر، أفضت تدريجيًا إلى خلق عالم مستقبلي متكامل، والذي أصبح عنصرًا أساسيًا في بنية الفيلم السردية.

قال هاوزر: "لم يكن المستقبل جزءًا من الفكرة الأصلية، لكنه وُلد طبيعيًا من الصور وتطور ليشكل خلفية غنية للقصة".

إنتاج بسيط برؤية بصرية مبتكرة

تم تصوير الفيلم قبل عامين في مواقع حقيقية داخل كينيا، مستخدمًا معدات بسيطة وفريق عمل مصغر. اقتصر الطاقم الأساسي على المخرج، الكاميرا، والممثلين، الذين ساهموا أيضًا في تصميم الإضاءة والأزياء. استخدم هاوزر الذكاء الاصطناعي بشكل محدود لتعديل بعض الخلفيات وإضفاء طابع مستقبلي، دون الاعتماد على الفيديوهات المُولدة بالكامل، مما ساعد في الحفاظ على الطابع البشري للفيلم.

دعم دولي وإشادة نقدية

شارك في إنتاج الفيلم شركتا Out Of My Mind Films (كينيا) وHauserfilm (سويسرا)، بدعم من مؤسسات دولية، منها Swiss Films وRed Sea Film Fund. تولى كليم أفتاب الإنتاج التنفيذي إلى جانب الممثلة شاندرا أوبوندي، وقد أشاد أفتاب بالفيلم واصفًا إياه بأنه "من أكثر الأفلام الإفريقية أصالة وإثارة للاهتمام".

وأشار إلى أن العمل يجمع بين الرومانسية والخيال العلمي، ويطرح تساؤلات معاصرة حول دور الذكاء الاصطناعي في الفن، من دون أن يغفل أهمية المشاعر الإنسانية، التي تبقى، كما يقول، "جوهر كل قصة سينمائية".
ليلى مدبلج الحلقة 201