غياب رامز جلال عن الدراما: لماذا؟

على الرغم من الحضور الجماهيري الكبير للفنان رامز جلال في عالم السينما والبرامج التلفزيونية، يبقى غيابه عن الدراما التلفزيونية علامة استفهام واضحة. منذ بداياته الفنية، اختار رامز تقديم أدوار كوميدية في السينما، وسرعان ما تحولت تلك الأدوار إلى بطولات مطلقة جعلته واحدًا من الأسماء الأكثر جذبًا لشباك التذاكر. لكن حتى الآن، لم يخض تجربة درامية متكاملة على الشاشة الصغيرة.
يعتقد الكثيرون أن هذا الغياب يعود إلى ارتباطه الوثيق بالكوميديا الحركية والمقالب، وهي الوصفة التي صنعت له نجاحًا جماهيريًا عريضًا، ولكنه ظل أسيرًا لها، مما جعله يتجنب الدخول في عالم الدراما الذي قد يضيف له أبعادًا فنية جديدة.
مسيرة رامز جلال

انطلق رامز جلال في مشواره السينمائي بدور البطولة في فيلم "أحلام الفتى الطائش" (2007)، حيث اعتمد على الطابع الكوميدي المغامر. وتوالت بعد ذلك أعماله الناجحة مثل "حد سامع حاجة" (2010) و"غش الزوجية" (2012) الذي جمع بين الكوميديا والرومانسية، و"رغدة متوحشة" (2018) الذي أثار جدلاً واسعًا بعد ظهوره متخفيًا في هيئة امرأة باستخدام المكياج الكامل.
في عام 2021، قدّم فيلم "أحمد نوتردام" الذي مزج بين الرعب والكوميديا، قبل أن يعود في عام 2023 بفيلم "أخي فوق الشجرة" الذي لعب فيه أكثر من شخصية في إطار كوميدي صاخب. وعلى الرغم من تنوع قصص هذه الأعمال، إلا أنها تحمل جميعها بصمة رامز المميزة، القائمة على المفاجأة والتنكر والمواقف الكوميدية المرتبطة بالحيلة والمقالب، مما يجعلها امتدادًا لروحه التلفزيونية أكثر من كونها مغامرات درامية خالصة.
شراب التوت الحلقة 103
طارق الشناوي: أفلام رامز جلال امتداد لبرامجه

قدم الناقد الفني طارق الشناوي قراءة نقدية لمسيرة رامز السينمائية، حيث أكد أن أفلامه تعتمد على العناصر نفسها التي يقدمها في برامجه الرمضانية. وفي تصريحاته، قال: "أفلام رامز جلال هي امتداد لبرنامجه وتعتمد على حيلة التخفي ووضع المكياج، وهي الحيلة التي تنجح مع الجمهور. لكن يبقى السؤال: هل يفكر رامز في المستقبل في كسر هذا القالب، أم سيظل يدور في دوائر متشابهة؟"
وتابع الشناوي قائلاً: "استمرار تقديم برامجه لأكثر من عشر سنوات يثبت أن الفكرة ما زالت تلقى قبولًا واسعًا، لكن السينما تمنح له فرصة أكبر لتقديم شخصيات درامية مختلفة. هنا يصبح المقياس الحقيقي: هل تبقى شخصياته ضمن إطار البرنامج، أم تمنح بعدًا فنيًا أعمق يحمل دلالة جديدة؟ من المهم أن ندرك أن نجاح برامجه يؤثر بشكل كبير على مشواره السينمائي، حيث أن نجاحها غالبًا ما يتفوق على أفلامه."