أسباب بقاءنا في علاقات غير مرضية
تُعتبر العلاقات جزءاً لا يتجزأ من حياتنا البشرية، فهي تُشكل تجاربنا ومشاعرنا، وقد تؤثر بشكل كبير على راحتنا النفسية. ومع ذلك، نجد أنفسنا أحياناً عالقين في علاقات لا تُضيف لنا شيئاً، بل قد تؤثر سلباً على صحتنا النفسية والعاطفية. نتشبث بهذه العلاقات لأسباب قد تبدو منطقية في بعض الأحيان، لكنّها خطيرة على رفاهيتنا.
دوافع غير صحيحة للبقاء في علاقة غير مرضية
في هذا المقال، نستعرض بعض الأسباب التي تجعلنا نتمسك بعلاقات غير صحية، استنادًا إلى الأبحاث والدراسات النفسية.
1. الاعتقاد بأننا نستحق هذه العلاقة
تشير الدراسات إلى أن تدني تقدير الذات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقبول علاقات غير مرضية. الأشخاص الذين يشعرون بانخفاض في قيمة أنفسهم يميلون إلى قبول علاقات تفتقر للجودة، لأنهم يعتقدون أنهم لا يستحقون أفضل. هذه النظرة السلبية تعزز من توقعاتهم السلبية، مما يجعلهم يشعرون بأن المشاكل العاطفية هي ما يستحقونه، ويعزز من شعورهم بعدم القدرة على التغيير.
2. بديل العلاقة يبدو أسوأ
أحياناً، نُفضل البقاء في علاقة غير سعيدة لأننا نرى العزلة أو الاستقلالية كخيارات أسوأ. في بعض المجتمعات، حيث يكون الحصول على الاستقلال المالي تحدياً للنساء، يصبح هذا الاعتقاد أكثر شيوعاً، مما يدفع الأشخاص للتمسك بعلاقات لا تحقق لهم الراحة النفسية.
3. استثمار الوقت والجهد
عندما تستمر العلاقة لفترة طويلة، يصبح من الصعب إنهاؤها بسبب الاستثمارات العاطفية والمادية التي تم وضعها فيها. الأزواج الذين قضوا وقتًا طويلاً في علاقاتهم قد يشعرون بأنهم قد "خسروا الكثير"، مما يجعلهم يعتقدون أن الاستمرار هو الحل الوحيد.
4. عدم الرغبة في إيذاء الشريك
يعتقد البعض أنه يجب دائماً وجود "الطرف المذنب" في نهاية كل علاقة. هذه الفكرة الخاطئة قد تدفع الكثيرين للبقاء في علاقة غير مرضية، خوفاً من إيذاء شريكهم الذي لم يرتكب خطأ واضحاً. ومع ذلك، يبقى البقاء في علاقة غير صادقة أكثر ضرراً للطرفين.
5. الافتقار للاعتماد العاطفي
في عصرنا الحالي، حيث يسهل التعبير عن المشاعر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يجد البعض صعوبة في بناء استقلالية عاطفية. هؤلاء الأشخاص يربطون سعادتهم بشركائهم، مما يعزز فكرة "لا أستطيع العيش بدونك"، وبالتالي يستمرون في علاقات سامة.
6. البقاء من أجل الأطفال
غالباً ما يُقال إن البقاء من أجل الأطفال هو خيار حكيم، ومع ذلك تشير الدراسات إلى أن العيش في جو مليء بالصراعات يمكن أن يكون أكثر ضرراً للأطفال. في بعض الأحيان، قد يكون الطلاق هو الخيار الأكثر فائدة للأطفال من الاستمرار في علاقة غير سعيدة.
7. الاعتقاد بأن الأمور ستتحسن
هذه من الأسباب الشائعة التي يعتمد عليها الأشخاص في علاقاتهم غير المرضية. الأفكار مثل "الأمور ستتحسن مع الوقت" أو "سيغير نفسه" غالباً ما تكون مجرد أوهام. التغيير الجذري يتطلب جهدًا كبيرًا، ومع مرور الوقت، تزداد المشاكل تعقيداً.
8. الخوف من الفشل العاطفي
إن إنهاء علاقة، خصوصاً بعد إعلانها على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون محرجًا للغاية. قد يشعر البعض بأن الفشل في العلاقة يعني أنهم فشلوا في حياتهم العاطفية، مما يدفعهم للاستمرار في علاقة غير سعيدة لتجنب هذه المشاعر.
9. عدم وجود نماذج ناجحة
يعتقد البعض أن العلاقات تتطلب إدارة المشاكل فقط، وأن التوافق التام مستحيل. هذا الاعتقاد قد يتشكل نتيجة لتجارب سابقة أو خوف من المواجهات. هذا الفكر يمنع الشخص من البحث عن علاقات أكثر سعادة ويعيق نموه الشخصي.
10. رفض الاعتراف بالخطأ
في بعض الأحيان، يكون من الأسهل البقاء في علاقة سيئة بدلاً من الاعتراف بأننا أخطأنا باختيارنا. قبول فكرة أن العلاقة كانت خطأ منذ البداية يمكن أن يكون مؤلمًا، مما يدفع البعض للاستمرار في هذه العلاقة تجنبًا للآلام النفسية.
في الختام، من المهم أن نتذكر أن البقاء في علاقة غير مرضية لأسباب خاطئة قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على صحتنا النفسية والعاطفية. يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونتعامل مع علاقاتنا بطريقة تدعم رفاهيتنا، بعيداً عن المفاهيم الخاطئة التي قد نتمسك بها.
حب زواج طلاق الحلقة 2